"""""" صفحة رقم ٢٥٨ """"""
وكذلك ناقة جروز إذا كانت تأكل كل شىء تجده وقال مجاهد إنها أرض النيل لأن الماء إنما يأتيها فى كل عام ) فنخرج به ( أى بالماء ) زرعا تأكل منه أنعامهم ( أى من الزرع كالتبن والورق ونحوهما مما لايأكله الناس ) وأنفسهم ( أى يأكلون الحبوب الخارجة فى الزرع مما يقتاتونه وجملة ) تأكل منه أنعامهم ( فى محل نصب على الحال ) أفلا يبصرون ( هذه النعم ويشكرون المنعم ويوحدونه لكونه المنفرد بإيجاد ذلك
السجدة :( ٢٨ ) ويقولون متى هذا.....
) ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ( القائلون هم الكفار على العموم أو كفار مكة على الخصوص أي متى الفتح الذي تعدونا به يعنون بالفتح القضاء والفصل بين العباد وهو يوم البعث الذي يقضى الله فيه بين عباده قاله مجاهد وغيره وقال الفراء والقتيبى هو فتح مكة قال قتادة قال أصحاب النبى النبى ( ﷺ ) للكفار إن لنا يوما ننعم فيه ونستريح ويحكم الله بيننا وبينكم يعنون يوم القيامة فقال متى هذا الفتح وقال السدى هو يوم بدر لأن أصحاب النبي ( ﷺ ) كانوا يقولون للكفار إن الله ناصرنا ومظهرنا عليكم ومتى فى قوله ) متى هذا الفتح ( فى موضع رفع أو فى موضع نصب على الظرفية
السجدة :( ٢٩ ) قل يوم الفتح.....
ثم أمر الله سبحانه نبيه ( ﷺ ) أن يجيب عليهم فقال ) قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون ( وفى هذا دليل على أن يوم الفتح هو يوم القيامة لأن يوم فتح مكة ويوم بدر هما مما ينفع فيه الإيمان وقد أسلم أهل مكة يوم فتح وقبل ذلك منهم النبى ( ﷺ ) ومعنى ) ولا هم ينظرون ( لايمهلون ولا يؤخرون ويوم فى ) يوم الفتح ( منصوب على الظرفية وأجاز الفراء الرفع
السجدة :( ٣٠ ) فأعرض عنهم وانتظر.....
) فأعرض عنهم ( أى عن سفههم وتكذيبهم ولاتجبهم إلا بما أمرت به ) وانتظر إنهم منتظرون ( أى وانتظر يوم الفتح وهو يوم القيامة أو يوم إهلاكهم بالقتل إنهم منتظرون بك حوادث الزمان من موت أو قتل أو غلبة كقوله ) فتربصوا إنا معكم متربصون ( ويجوز أن يرد إنهم منتظرون لإهلاكهم والآية منسوخة بآية السيف وقيل غير منسوخة إذ قد يقع الإعراض مع الأمر بالقتال وقرأ ابن السميفع إنهم منتظرون بفتح الظاء مبنيا للمفعول ورويت هذه القراءة عن مجاهد وابن محيصن قال الفراء لايصح هذا إلا بإضمار أى إنهم منتظر بهم قال أبو حاتم الصحيح الكسر أى انتظر عذابهم إنهم منتظرون هلاكك
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج البخارى ومسلم وغيرهما من حديث ابن عباس قال قال النبى ( ﷺ ) رأيت ليلة أسرى بى موسى بن عمران رجلا طويلا جعدا كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق إلي الحمرة والبياض سبط الرأس ورأيت مالكا خازن جهنم والدجال فى آيات أراهن الله إياه قال ) فلا تكن في مرية من لقائه ( فكان قتادة يفسرها أن النبى ( ﷺ ) قد لقي موسى ) وجعلناه هدى لبني إسرائيل ( قال جعل الله موسى هدى لبنى إسرائيل وأخرج الطبرانى وابن مردويه والضياء فى المختارة بسند قال السيوطى صحيح عن ابن عباس عن النبى ( ﷺ ) ) فلا تكن في مرية من لقائه ( قال من لقاء موسى قيل أو لقى موسى قال نعم ألا ترى إلى قوله ) واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ( وأخرج الفريابى وابن جرير وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز ( قال الجرز التى لاتمطر إلا مطرا لايغنى عنها شيئا إلا ما يأتيها من السيول وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه فى قوله ) إلى الأرض الجرز ( قال أرض باليمن قال القرطبى فى تفسيره والإسناد عن ابن عباس صحيح لامطعن فيه وأخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى الدلائل عن ابن عباس فى قوله ) ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ( قال يوم بدر فتح للنبى ( ﷺ ) فلم ينفع الذين كفروا إيمانهم بعد الموت


الصفحة التالية
Icon