"""""" صفحة رقم ٢٦٠ """"""
سورة الأحزاب ( ٥ ٦ )
الأحزاب :( ١ ) يا أيها النبي.....
قوله ) يا أيها النبي اتق الله ( أى دم على ذلك وازدد منه ) ولا تطع الكافرين ( من أهل مكة ومن هو على مثل كفرهم والمنافقين أي الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر قال الواحدى إنه أراد سبحانه بالكافرين أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور السلمى وذلك أنهم قالوا للنبى ( ﷺ ) ارفض ذكر آلهتنا وقل إن لها شفاعة لمن عبدها قال والمنافقين عبد الله بن أبى وعبد الله بن سعد بن أبى سرح وسيأتي آخر البحث بيان سبب نزول الآية ) إن الله كان عليما حكيما ( أى كثير العلم والحكمة بليغهما قال النحاس ودل بقوله ) إن الله كان عليما حكيما ( على أنه كان يميل إليهم يعنى النبى ( ﷺ ) استدعاء لهم إلى الإسلام والمعنى أن الله عز وجل لو علم أن ميلك إليهم فيه منفعة لما نهاك عنهم لأنه حكيم ولا يخفى بعد هذه الدلالة التي زعمها ولكن هذه الجملة تعليل لجملة الأمر بالتقوى والنهى عن طاعة الكافرين والمنافقين والمعنى أنه لا يأمرك أو ينهاك إلا بما علم فيه صلاحا أو فسادا لكثرة علمه وسعة حكمته
الأحزاب :( ٢ ) واتبع ما يوحى.....
) واتبع ما يوحى إليك من ربك ( من القرآن أى اتبع الوحى في كل أمورك ولا تتبع شيئا مما عداه من مشورات الكافرين والمنافقين ولا من الرأى البحت فإن فيما أوحى إليك ما يغنيك عن ذلك وجملة ) إن الله كان بما تعملون خبيرا ( تعليل لأمره باتباع ما أوحى إليك والأمر له ( ﷺ ) أمر لأمته فهم مأمورون باتباع القرآن كما هو مأمور باتباعه ولهذا جاء بخطابه وخطابهم في قوله ) بما تعملون ( على قراءة الجمهور بالفوقية للخطاب واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم وقرأ أبو عمرو والسلمى وابن أبى إسحاق بالتحتية
الأحزاب :( ٣ ) وتوكل على الله.....
) وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا ( أى اعتمد عليه وفوض أمورك إليه وكفى به حافظا يحفظ من توكل عليه
الأحزاب :( ٤ ) ما جعل الله.....
ثم ذكر سبحانه مثلا توطئة وتمهيدا لما يتعقبه من الأحكام القرآنية التي هي من الوحى الذي أمره الله باتباعه فقال ) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه (
وقد اختلف في سبب نزول هذه الآية كما سيأتى وقيل هي مثل ضربه الله للمظاهر أى كما لا يكون للرجل قلبان كذلك لا تكون امرأة المظاهر أمه حتى يكون له أمان وكذلك لا يكون الدعى ابنا لرجلين وقيل كان الواحد من المنافقين يقول لى قلب يأمرني بكذا وقلب بكذا فنزلت الآية لرد النفاق وبيان أنه لا يجتمع مع الإسلام كما لا يجتمع قلبان والقلب بضعة صغيرة على هيئة الصنوبرة خلقها الله وجعلها محلا للعلم ) وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ( وقرأ الكوفيون وابن عامر اللائى بياء ساكنة بعد همزة وقرأ أبو عمرو والبزى بياء ساكنة بعد ألف محضة قال أبو عمرو بن العلاء إنها لغة قريش التي أمر الناس أن يقرءوا بها وقرأ قنبل وورش بهمزة مكسورة بدون ياء قرأ عاصم تظاهرون بضم الفوقية وكسر الهاء بعد ألف مضارع ظاهر وقرأ ابن عامر بفتح الفوقية والهاء وتشديد الظاء مضارع تظاهر والأصل تتظاهرون وقرأ الباقون


الصفحة التالية
Icon