"""""" صفحة رقم ٢٦٥ """"""
الفساطيط وأطفات النيران وأكفأت القدور وجالت الخيل بعضها فى بعض وأرسل الله عليهم الرعب وكثر تكبير الملائكة فى جوانب العسكر حتى كان سيد كل قوم بقول لقومه يا بنى فلان هلم إلى فإذا اجتمعوا قال لهم النجاء النجاء ) وكان الله بما تعملون بصيرا ( قرأ الجمهور تعملون بالفوقية أى بما تعملون أيها المسلمون من ترتيب الحرب وحفر الخندق واستنصاركم به وتوكلكم عليه وقرأ أبو عمرو بالتحتية أي بما يعمله الكفار من العناد لله ولرسوله والتحزب علي المسلمين واجتماعهم عليهم من كل جهة
الأحزاب :( ١٠ ) إذ جاؤوكم من.....
) إذ جاؤوكم من فوقكم ( إذ هذه وما بعدها بدل من إذ الأولى والعامل فى هذه هو العامل فى تلك وقيل منصوبة بمحذوف هو اذكر ومعنى ) من فوقكم ( من أعلى الوادى وهو من جهة المشرق والذين جاءوا من هذه الجهة هم غطفان وسيدهم عيينة بن حصن وهوازن وسيدهم عوف بن مالك وأهل نجد وسيدهم طليحة بن خويلد الأسدى وانضم إليهم عوف بن مالك وبنو النضير ومعنى ) ومن أسفل منكم ( من أسفل الوادى من جهة المغرب من ناحية مكة وهم قريش ومن معهم من الأحابيش وسيدهم أبو سفيان بن حرب وجاء أبو الأعور السلمى ومعه حيى بن أخطب اليهودى فى يهود بنى قريظة من وجه الخندق ومعهم عامر بن الطفيل وجملة ) وإذ زاغت الأبصار ( معطوفة على ماقبلها أى مالت عن كل شىء فلم تنظر إلا إلى عدوها مقبلا من كل جانب وقيل شخصت دهشا من فرط الهول والحيرة ) وبلغت القلوب الحناجر ( جمع حنجرة وهى جوف الحلقوم أى ارتفعت القلوب عن مكانها ووصلت من الفزع والخوف إلى الحناجر فلولا أنه ضاق الحلقوم عنها وهو الذى نهايته الحنجرة لخرجت كذا قال قتادة وقيل هو علي طريق المبالغة المعهودة فى كلام العرب وإن لم ترتفع القلوب إلى ذلك المكان ولاخرجت عن موضعها ولكنه مثل فى اضطرابها وجبنها قال الفراء والمعنى أنهم جبنوا وجزع أكثرهم وسبيل الجبان إذا اشتد خوفه أن تنتفخ رئته فإذا انتفخت الرئة ارتفع القلب إلي الحنجرة ولهذا يقال للجبان انتفخ سحره ) وتظنون بالله الظنونا ( أى الظنون المختلفة فبعضهم ظن النصر ورجا الظفر وبعضهم ظن خلاف ذلك وقال الحسن ظن المنافقون أنه يستأصل محمد وأصحابه وظن المؤمنون أنه ينصر وقيل الآية خطاب للمنافقين والأولى ماقاله الحسن فيكون الخطاب لمن أظهر الإسلام على الإطلاق أعم من أن يكون مؤمنا فى الواقع أو منافقا
واختلف القراء فى هذه الألف فى الظنونا فأثبتها وصلا ووقفا نافع وابن عامر وأبو بكر ورويت هذه القراءة عن أبى عمرو والكسائى وتمسكوا بخط المصحف العثمانى وجميع المصاحف فى جميع البلدان فإن الألف فيها كلها ثابتة واختار هذه القراءة أبو عبيد إلا أنه قال لاينبغى للقارئ أن يدرج القراءة بعدهن بل يقف عليهن وتمسكوا أيضا بما فى أشعار العرب من مثل هذا وقرأ أبو عمرو وحمزة والجحدرى ويعقوب بحذفها فى الوصل والوقف معا وقالوا هى من زيادات الخط فكتبت كذلك ولاينبغى النطق بها وأما فى الشعر فهو يجوز فيه للضرورة مالا يجوز فى غيره وقرأ ابن كثير والكسائى وابن محيصن بإثباتها وقفا وحذفها وصلا وهذه القراءة راجحة باعتبار اللغة العربية وهذه الألف هى التى تسميها النحاة ألف الإطلاق والكلام فيها معروف فى علم النحو وهكذا اختلف القراء فى الألف التى فى قوله الرسول والسبيلا كما سيأتى آخر هذه السورة
الأحزاب :( ١١ ) هنالك ابتلي المؤمنون.....
) هنالك ابتلي المؤمنون ( الظرف منتصب بالفعل الذى بعده وقيل بتظنون واستضعفه ابن عطية وهو ظرف مكان يقال للمكان البعيد هنالك كما يقال للمكان القريب هنا وللمتوسط هناك وقد يكون ظرف زمان أى عند ذلك الوقت ابتلى المؤمنون ومنه قول الشاعر