"""""" صفحة رقم ٢٧٤ """"""
الأحزاب :( ٢٦ ) وأنزل الذين ظاهروهم.....
قوله ) وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب ( أى عاضدوهم وعاونوهم على رسول الله ( ﷺ ) وهم بنو قريظة فإنهم عاونوا الأحزاب ونقضوا العهد الذى كان بينهم وبين رسول الله ( ﷺ ) وصاروا يدا واحدة مع الأحزاب والصياصى جمع صيصية وهى الحصون وكل شىء يتحصن به يقال له صيصية ومنه صيصية الديك وهى الشوكة التى فى رجله وصياصى البقر قرونها لأنها تمتنع بها ويقال لشوكة الحائك التى يسوى بها السداة واللحمة صيصية ومنه قول دريد بن الصمة فجئت إليه والرماح تنوشه
كوقع الصياصى فى النسيج الممدد
ومن إطلاقها علي الحصون قول الشاعر فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت
نساء تميم يبتدرن الصياصيا
) وقذف في قلوبهم الرعب ( أى الخوف الشديد حتى سلموا أنفسهم للقتل وأولادهم ونساءهم للسبى وهى معنى قوله ) فريقا تقتلون وتأسرون فريقا ( فالفريق الأول هم الرجال والفريق الثانى هم النساء والذرية وهذه الجملة مبينة ومقررة لقذف الرعب فى قلوبهم قرأ الجمهور تقتلون بالفوقية على الخطاب وكذلك قرءوا تأسرون وقرأ ابن ذكوان فى رواية عنه بالتحتية فيهما وقرأ اليمانى بالفوقية فى الأول والتحتية فى الثانى وقرأ أبو حيوة تأسرون بضم السين وقد حكى الفراء كسر السين وضمها فهما لغتان ووجه تقديم مفعول الفعل الأول وتأخير مفعول الفعل الثانى أن الرجال لما كانوا أهل الشوكة وكان الوارد عليهم أشد الأمرين وهو القتل كان الاهتمام بتقديم ذكرهم أنسب بالمقام
وقد اختلف فى عدد المقتولين والمأسورين فقيل كان المقتولون من ستمائة إلى سبعمائة وقيل ستمائة وقيل سبعمائة وقيل ثمانمائة وقيل تسعمائة وكان المأسورون سبعمائة وقيل سبعمائة وخمسين وقيل تسعمائة
الأحزاب :( ٢٧ ) وأورثكم أرضهم وديارهم.....
) وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم ( المراد بالأرض العقار والنخيل وبالديار المنازل والحصون وبالأموال الحلى والأثاث والمواشى والسلاح والدراهم والدنانير ) وأرضا لم تطؤوها ( أى وأورثكم أرضا لم تطئوها وجملة لم تطئوها صفة لأرضا قرأ الجمهور لم تطئوها بهمزة مضمومة ثم واو ساكنة وقرأ زيد بن على تطوها بفتح الطاء وواو ساكنة
واختلف المفسرون فى تعيين هذه الأرض المذكورة فقال يزيد بن رومان وابن زيد ومقاتل إنها خيبر ولم يكونوا إذ ذاك قد نالوها فوعدهم الله بها وقال قتادة كنا نتحدث أنها مكة وقال الحسن فارس والروم وقال عكرمة كل أرض تفتح إلى يوم القيامة ) وكان الله على كل شيء قديرا ( أى هو سبحانه قدير على كل ما أراده من خير وشر ونعمة ونقمة وعلي إنجاز ما وعد به من الفتح للمسلمين
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس فى قوله ) من صياصيهم ( قال حصونهم وأخرج ابن أبى شيبة وأحمد وابن مردويه عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فإذا أنا بسعد بن معاذ ورماه رجل من قريش يقال له ابن الفرقدة بسهم فأصاب أكحله فقطعه فدعا الله سعدا فقال اللهم لا تمتنى حتى تقر عينى من قريظة


الصفحة التالية
Icon