"""""" صفحة رقم ٢٨٥ """"""
قرأ الجمهور ) زوجناكها ( وقرأ على وابناه الحسن زوجتكها فلما أعلمه الله بذلك دخل عليها بغير إذن ولا عقد ولاتقدير صداق ولاشىء مما هو معتبر فى النكاح فى حق أمته وقيل المراد به الأمر له بأن يتزوجها والأول أولى وبه جاءت الأخبار الصحيحة ثم علل سبحانه ذلك بقوله ) لكي لا يكون على المؤمنين حرج ( أى ضيق ومشقة ) في أزواج أدعيائهم ( أى فى التزوج بأزواج من يجعلونه ابنا كما كانت تفعله العرب فإنهم كانوا يتبنون من يريدون وكان النبى ( ﷺ ) قد تبنى زيد بن حارثة فكان يقال زيد بن محمد حتى نزل قوله سبحانه ادعوهم لآبائهم وكانت العرب تعتقد أنه يحرم عليه نساء من تبنوه كما تحرم عليه نساء أبنائهم حقيقة والأدعياء جمع دعى وهو الذى يدعى ابنا من غير أن يكون ابنا علي الحقيقة فأخبرهم الله أن نساء الأدعياء حلال لهم ) إذا قضوا منهن وطرا ( بخلاف ابن الصلب فإن امرأته تحرم على أبيه بنفس العقد عليها ) وكان أمر الله مفعولا ( أى كان قضاء الله فى زينب أن يتزوجها رسول الله ( ﷺ ) قضاء ماضيا مفعولا لامحالة
الأحزاب :( ٣٨ ) ما كان على.....
ثم بين سبحانه أنه لم يكن على رسول الله ( ﷺ ) حرج فى هذا النكاح فقال ) ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له ( أى فيما أحل الله وقدره وقضاه يقال فرض له كذا أى قدر له ) سنة الله في الذين خلوا من قبل ( أى إن هذا هو السنن الأقدم فى الأنبياء والأمم الماضية أن ينالوا ما أحله الله لهم من أمر النكاح وغيره ) وكان أمر الله قدرا مقدورا ( أى قضاء مقضيا قال مقاتل أخبر الله أن أمر زينب كان من حكم الله وقدره وانتصاب سنة على المصدر أى سن الله سنة الله أو اسم وضع موضع المصدر أو منصوب بجعل أو بالإغراء ورده أبو حبان بأن عامل الإغراء لايحذف
الأحزاب :( ٣٩ ) الذين يبلغون رسالات.....
ثم ذكر سبحانه الأنبياء الماضين وأثنى عليهم فقال ) الذين يبلغون رسالات الله ( والموصول فى محل جر صفة للذين خلو أو منصوب علي المدح مدحهم سبحانه بتبليغ ما أرسلهم به إلى عباده وخشيته فى كل فعل وقول ولايخشون سواه ولايبالون بقول الناس ولابتعييرهم بل خشيتهم مقصورة على الله سبحانه ) وكفى بالله حسيبا ( حاضرا فى كل مكان يكفى عباده كل ما يخافونه أو محاسبا لهم فى كل شىء ولما تزوج ( ﷺ ) زينب قال الناس تزوج امرأة ابنة
الأحزاب :( ٤٠ ) ما كان محمد.....
فأنزل الله ) ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ( أى ليس بأب لزيد بن حارثة على الحقيقة حتى تحرم عليه زوجته ولا هو أب لأحد لم يلده قال الواحدى قال المفسرون لم يكن أبا أحد لم يلده وقد ولد من الذكور إبراهيم والقاسم والطيب والمطهر قال القرطبى ولكن لم يعش له ابن حتى يصير رجلا قال وأما الحسن والحسين فكانا طفلين ولم يكونا رجلين معاصرين له ) ولكن رسول الله ( قال الأخفش والفراء ولكن كان رسول الله وأجاز الرفع وكذا قرأ ابن أبى عبلة بالرفع فى رسول وفى خاتم على معنى ولكن هو رسول الله وخاتم النبيين وقرأ الجمهور بتخفيف لكن ونصب رسول وخاتم ووجه النصب علي خبرية كان المقدرة كما تقدم ويجوز أن يكون بالعطف على أبا أحد وقرأ أبو عمرو فى رواية عنه بتشديد لكن ونصب رسول علي أنه اسمها وخبرها محذوف أى ولكن رسول الله هو وقرأ الجمهور خاتم بكسر التاء وقرأ عاصم بفتحها ومعنى القراءة الأولى أنه ختمهم أى جاء آخرهم ومعنى القراءة الثانية أنه صار كالخاتم لهم الذى يتخمون به ويتزينون بكونه منهم وقيل كسر التاء وفتحها لغتان قال أبو عبيد الوجه الكسر لأن التأويل أنه ختمهم فهو خاتمهم وأنه قال أنا خاتم النبيين وخاتم الشىء آخره ومنه قولهم خاتمة المسك وقال الحسن الخاتم هو الذى ختم به ) وكان الله بكل شيء عليما ( قد أحاط علمه بكل شىء ومن جملة معلوماته هذه الأحكام المذكورة هنا


الصفحة التالية
Icon