"""""" صفحة رقم ٢٨٨ """"""
كريما أى أعد لهم فى الجنة رزقا حسنا ما تشتهيه أنفسهم وتلذه أعينهم
الأحزاب :( ٤٥ ) يا أيها النبي.....
ثم ذكر سبحانه صفات رسول الله ( ﷺ ) التى أرسله لها فقال ) يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ( أى على أمته يشهد لمن صدقه وآمن به وعلى من كذبه وكفر به قال مجاهد شاهدا علي أمته بالتبليغ إليهم وعلى سائر الأمم بتبليغ أنبيائهم إليهم ) ومبشرا ( للمؤمنين برحمة الله وبما أعده لهم من جزيل الثواب وعظيم الأجر ) ونذيرا ( للكافرين والعصاة بالنار وبما أعده الله لهم من عظيم العقاب
الأحزاب :( ٤٦ ) وداعيا إلى الله.....
) وداعيا إلى الله ( يدعون عباد الله إلى التوحيد والإيمان بما جاء به والعمل بما شرعه لهم ومعنى ) بإذنه ( بأمره بذلك وتقديره وقيل بتبشيره ) وسراجا منيرا ( أى يستضاء به في ظلم الضلالة كما يستضاء بالمصباح في الظلمة قال الزجاج ) وسراجا ( أي ذا سراج منير أي كتاب نير وانتصاب شاهدا وما بعده على الحال
الأحزاب :( ٤٧ ) وبشر المؤمنين بأن.....
) وبشر المؤمنين ( عطف علي مقدر يقتضيه المقام كأنه قال فاشهد وبشر أو فدبر أحوال الناس ) وبشر المؤمنين ( أو هو من عطف جملة على جملة وهى المذكورة سابقا ولايمنع من ذلك الاختلاف بين الجملتين بالإخبار والإنشاء أمره سبحانه بأن يبشرهم بأن لهم من الله فضلا كبيرا على سائر الأمم وقد بين ذلك سبحانه بقوله ) والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير )
الأحزاب :( ٤٨ ) ولا تطع الكافرين.....
ثم نهاه سبحانه عن طاعة أعداء الدين فقال ) ولا تطع الكافرين والمنافقين ( أى لاتطعهم فيما يشيرون عليك به من المداهنة فى الدين وفى الآية تعريض لغيره من أمته لأنه ( ﷺ ) معصوم عن طاعتهم فى شىء مما يريدونه ويشيرون به عليه وقد تقدم تفسير هذه الآية فى أول السورة ) ودع أذاهم ( أى لاتبال بما يصدر منهم إليك من الأذى بسبب يصيبك فى دين الله وشدتك على أعدائه أو دع أن تؤذيهم مجازاة لهم علي ما يفعلونه من الأذى لك فالمصدر على الأول مضاف إلى الفاعل وعلى الثانى مضاف إلي المفعول وهى منسوخة بآية السيف ) وتوكل على الله ( فى كل شؤونك ) وكفى بالله وكيلا ( توكل إليه الأمور وتفوض إليه الشئون فمن فوض إليه أموره كفاه ومن وكل إليه أحواله لم يحتج فيها إلى سواه
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وسبب النزول
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) اذكروا الله ذكرا كثيرا ( يقول لايفرض على عباده فريضة إلا جعل لها أجلا معلوما ثم عذر أهلها فى حال العذر غير الذكر فإن الله لم يجعل له حدا ينتهى إليه ولم يعذر أحدا فى تركه إلا مغلوبا على عقله فقال اذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم بالليل والنهار فى البر والبحر فى السفر والحضر فى الغنى والفقر فى الصحة والسقم فى السر والعلانية وعلى كل حال وقال ) وسبحوه بكرة وأصيلا ( إذا فعلتم ذلك صلى عليكم هو وملائكته قال الله ) هو الذي يصلي عليكم وملائكته (
وقد ورد فى فضل الذكر والاستكثار منه أحاديث كثيرة وقد صنف فى الأذكار المتعلقة بالليل والنهار جماعة من الأئمة كالنسائى والنووى والجزرى وغيرهم وقد نطقت الآيات القرآنية بفضل الذاكرين وفضيلة الذكر ولذكر الله أكبر وقد ورد أنه أفضل من الجهاد كما فى حديث أبى سعيد الخدرى عند أحمد والترمذى والبيهقى أن رسول الله ( ﷺ ) سئل أى العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة قال الذاكرون الله كثيرا قلت يا رسول الله ومن الغازى فى سبيل الله قال لو ضرب بسيفه فى الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما لكان الذاكرون أفضل منه درجة وأخرج أحمد عن أبى الدرداء قال قال رسول الله ( ﷺ ) ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها فى درجاتكم وخير لكم من إعطاء الذهب


الصفحة التالية
Icon