"""""" صفحة رقم ٣٠٦ """"""
وتقتيلهم وكذا حكم المرجفين وهو منتصب على المصدر قال الزجاج بين الله فى الذين ينافقون الأنبياء ويرجفون بهم أن يقتلوا حيثما ثقفوا ) ولن تجد لسنة الله تبديلا ( أى تحويلا وتغييرا بل هى ثابتة دائمة في أمثال هؤلاء فى الخلف والسلف
الأحزاب :( ٦٣ ) يسألك الناس عن.....
) يسألك الناس عن الساعة ( أي عن وقت قيامها وحصولها قيل السائلون عن الساعة هم أولئك المنافقون والمرجفون لما توعدوا بالعذاب سألوا عن الساعة استبعادا وتكذيبا ) وما يدريك ( يا محمد أى مايعلمك ويخبرك ) لعل الساعة تكون قريبا ( أى فى زمان قريب وانتصاب قريبا على الظرفية والتذكير لكون الساعة فى معنى اليوم أو الوقت مع كون تأنيث الساعة ليس بحقيقى والخطاب لرسول الله ( ﷺ ) لبيان أنها إذا كانت محجوبة عنه لايعلم وقتها وهو رسول الله فكيف بغيره من الناس وفى هذا تهديد لهم عظيم
الأحزاب :( ٦٤ ) إن الله لعن.....
) إن الله لعن الكافرين ( أى طردهم وأبعدهم من رحمته ) وأعد لهم ( فى الآخرة مع ذلك اللعن منه لهن فى الدنيا ) سعيرا ( أى نارا شديدة التسعر
الأحزاب :( ٦٥ ) خالدين فيها أبدا.....
) خالدين فيها أبدا ( بلا انقطاع ) لا يجدون وليا ( يواليهم ويحفظهم من عذابها ) ولا نصيرا ( ينصرهم ويخلصهم منها
الأحزاب :( ٦٦ ) يوم تقلب وجوههم.....
ويوم فى قوله ) يوم تقلب وجوههم في النار ( ظرف لقوله لايجدون وقيل لخالدين وقيل لنصيرا وقيل لفعل مقدر وهو اذكر قرأ الجمهور تقلب بضم التاء وفتح اللام على البناء للمفعول وقرأ عيسى الهمذانى وابن أبى إسحاق نقلب بالنون وكسر اللام على البناء للفاعل وهو الله سبحانه وقرأعيسى أيضا بضم التاء وكسر اللام على معنى تقلب السعير وجوههم وقرأ أبو حيوة وأبو جعفر وشيبة بفتح التاء واللام على معنى تتقلب ومعنى هذا التقلب المذكور فى الآية هو تقلبها تارة على جهة منها وتارة على جهة أخرى ظهرا لبطن أو تغير ألوانهم بلفح النار فتسود تارة وتخضر أخرى أو تبديل جلودهم بجلود أخرى فحينئذ ) يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ( والجملة مستأنفة كأنه قيل فما حالهم فقيل يقولون ويجوز أن يكون المعنى يقولون يوم تقلب وجوهم فى النار ياليتنا الخ تمنوا أنهم أطاعوا الله والرسول وآمنوا بما جاء به لينجوا مما هم فيه من العذاب كما نجا المؤمنون وهذه الألف فى الرسولا والألف التى ستأتى فى السبيلا هى الألف التى تقع فى الفواصل ويسميها النحاة ألف الإطلاق وقد سبق بيان هذا في أول هذه السورة
الأحزاب :( ٦٧ ) وقالوا ربنا إنا.....
) وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا ( هذه الجملة معطوفة على الجملة الأولى والمراد بالسادة والكبراء هم الرؤساء والقادة الذين كانوا يمتثلون أمرهم فى الدنيا ويقتدون بهم وفى هذا زجر عن التقليد شديد وكم فى الكتاب العزيز من التنبيه علي هذا والتحذير منه والتنفير عنه ولكن لمن يفهم معنى كلام الله ويقتدى به وينصف من نفسه لا لمن هو من جنس الأنعام فى سوء الفهم ومزيد البلادة وشدة التعصب وقرأ الحسن وابن عامر ساداتنا بكسر التاء جمع سادة فهو جمع الجمع وقال مقاتل هم المطعمون فى غزوة بدر والأول أولى ولا وجه للتخصيص بطائفة معينة ) فأضلونا السبيلا ( أى عن السبيل بما زينوا لنا من الكفر بالله ورسوله والسبيل هو التوحيد
الأحزاب :( ٦٨ ) ربنا آتهم ضعفين.....
ثم دعوا عليهم فى ذلك الموقف فقالوا ) ربنا آتهم ضعفين من العذاب ( أى مثل عذابنا مرتين وقال قتادة عذاب الدنيا والآخرة وقيل عذاب الكفر وعذاب الإضلال ) والعنهم لعنا كبيرا ( قرأ الجمهور كثيرا بالمثلثة أى لعنا كثير العدد عظيم القدر شديد الموقع واختار هذه القراءة أبو حاتم وأبو عبيد والنحاس وقرأ ابن مسعود وأصحابه ويحيى بن وثاب وعاصم بالباء الموحدة أى كبيرا فى نفسه شديدا عليهم ثقيل الموقع
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج البخارى ومسلم وغيرهما عن عائشة قال خرجت سودة بعد ماضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لاتخفى علي من يعرفها فرآها عمر فقال ياسودة أما والله ماتخفين علينا فانظرى كيف تخرجين قال فانكفأت راجعة ورسول ( ﷺ ) فى بيتى وإنه ليتعشى وفى يده عرق فدخلت وقالت


الصفحة التالية
Icon