"""""" صفحة رقم ٣١٠ """"""
والراجح ماقدمنا عن الجمهور وما عداه فلا يخلو عن ضعف لعدم وروده على المعنى العربى ولا انطباقه على مايقتضيه الشرع ولا موافقته لما يقتضيه تعريف الأمانة
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج البخارى وغيره من حديث أبى هريرة قال قال رسول الله ( ﷺ ) إن موسى كان رجلا حيا ستيرا لايرى من جلده شىء استحياء منه فأذاه من أذاه من بنى إسرائيل فقالوا ماتستر هذا الستر إلا من عيب بجلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وإن الله عز وجل أراد أن يبرئ موسى مما قالوا فخلا يوما وحده فخلع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها وإن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه فطلب الحجر فجعل يقول ثوبى حجر ثوبى حجر حتى انتهى إلى ملأ من بنى إسرائيل فرأوه عريانا أحسن ماخلق الله وأبراه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربا بعصاه فوالله إن بالحجر لندبا من أثر ضربه ثلاثا أو أربعا أو خمسا وأخرج نحوه البزار وابن الأنبارى وابن مردويه من حديث أنس وأخرج ابن أبى شيبة في المصنف وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عباس فى قوله ) لا تكونوا كالذين آذوا موسى ( قال قال له قومه إنه آدر فخرج ذات يوم ليغتسل فوضع ثيابه على حجر فخرجت الصخرة تشتد بثيابه فخرج موسى يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بنى إسرائيل فرأوه وليس بآدر فذلك قوله ) فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ( وأخرج الحاكم وصححه من طريق السدى عن أبى مالك عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وناس من الصحابة أن الله أوحى إلي موسى إنى متوف هارون فأت به جبل كذا وكذا فانطلقا نحو الجبل فإذا هم بشجرة وبيت فيه سرير عليه فرش وريح طيب فلما نظر هارون إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه قال يا موسى إنى أحب أن أنام على هذا السرير قال نم عليه قال نم معى فلما ناما أخذ هارون الموت فلما قبض رفع ذلك البيت وذهبت الشجرة ورفع السرير إلى السماء فلما رجع موسى إلى بنى إسرائيل قالوا قتل هارون وحسده حب بنى إسرائيل له وكان هارون أءلف بهم وألين وكان في موسى بعض الغلظة عليهم فلما بلغه قال ويحكم إنه كان أخى أفترونى أقتله فلما أكثروا عليه قام فصلى ركعتين ثم دعا الله فنزل بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء والأرض فصدقوه وأخرج البخارى ومسلم وغيرهما عن ابن مسعود قال قسم رسول الله ( ﷺ ) ذات يوم قسما فقال رجل إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله فذكر ذلك للنبي ( ﷺ ) فاحمر وجهه ثم قال رحمه الله على موسى لقد أوذى أكثر من هذا فصبر وأخرج أحمد وابن أبى حاتم والطبرانى وابن مردويه عن أبى موسى الأشعرى قال صلى بنا رسول الله ( ﷺ ) صلاة الظهر ثم قال علي مكانكم اثبتوا ثم أتى الرجال فقال إن الله أمرنى أن آمركم أن تتقوا الله وأن تقولوا قولا سديدا ثم أتى النساء فقال إن الله أمرنى أن امركن أن تتقين الله وأن تقلن قولا سديدا وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الأنبارى فى كتاب الأضداد عن ابن عباس فى قوله ) إنا عرضنا الأمانة ( الآية قال الأمانة الفرائض عرضها الله على السموات والأرض والجبال أن أدوها أثابهم وإن ضيعوها عذبهم فكرهوا ذلك وأشفقوا من غير معصية ولكن تعظيما لدين الله أن لايقوموا بها ثم عرضها على آدم فقبلها بما فيها وهو قوله ) وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( يعنى غرا بأمر الله وأخرج سعيد بن منصور وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن الانبارى فى كتاب الأضداد والحاكم وصححه عنه فى الاية قال عرضت على آدم فقيل خذها بما فيها فرن أطعت غفرت لك وإن عصيت عذبتك قال قبلتها بما فيها فما كان إلا مابين العصرإلى الليل من ذلك اليوم حتى أصاب الذنب وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عنه أيضا من طريق أخرى نحوه


الصفحة التالية
Icon