"""""" صفحة رقم ٣٢٤ """"""
خمط الأراك وأخرج ابن المنذر عنه أيضا فى قوله وهل نجازى إلا الكفور قال تلك المناقشة وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر عنه أيضا فى قوله وجعلنا بينهم يعنى بين مساكنهم ) وبين القرى التي باركنا فيها ( يعنى الأرض المقدسة قرى ظاهرة يعنى عامرة مخصبة وقدرنا فيها السير يعنى فيما بين مساكنهم وبين أرض الشام سيروا فيها إذا ظعنوا من منازلهم إلى أرض الشام من المقدسة وأخرج عبد بن حميد وابن أبى حاتم عنه أيضا فى قوله ) ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ( قال إبليس إن آدم خلق من تراب ومن طين ومن حمأ مسنون خلقا ضعيفا وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء لأحتنكن ذريته إلا قليلا قال فصدق ظنه عليهم ) فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ( قال هم المؤمنون كلهم
سورة سبأ ( ٢٢ ٢٧ )
سبأ :( ٢٢ ) قل ادعوا الذين.....
قوله ) قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله ( هذا أمر للنبى ( ﷺ ) بأن يقول لكفار قريش أو للكفار على الإطلاق هذا القول ومفعولا زعمتم محذوفان أى زعمتموهم آلهة لدلالة السياق عليهما قال مقاتل يقول ادعوهم ليكشفوا عنكم الضر الذى نزل بكم في سنين الجوع ثم أجاب سبحانه عنهم فقال ) لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ( أى ليس لهم قدرة على خير ولا شر ولا على جلب نفع ولا دفع ضرر فى أمر من الأمور وذكر السموات والأرض لقصد التعميم لكونهما ظرفا موجودات الخارجية وما لهم فيهما من شرك أى ليس للآلهة فى السموات والأرض مشاركة لا بالخلق ولا بالملك ولا بالتصرف وما له من ظهير أى وما لله سبحانه من تلك الآلهة من معين يعينه على شىء من أمر السموات والأرض
سبأ :( ٢٣ ) ولا تنفع الشفاعة.....
) ولا تنفع الشفاعة عنده ( أى شفاعة من يشفع عنده من الملائكة وغيرهم وقوله ) إلا لمن أذن له ( استثناء مفرغ من أعم الأحوال أى لا تنفع الشفاعة فى حال من الأحوال إلا كائنة لمن أذن له أن يشفع من الملائكة والنبيين ونحوهم من أهل العلم والعمل ومعلوم أن هؤلاء لا يشفعون إلا لمن يستحق الشفاعة لا للكافرين ويجوز أن يكون المعنى لا تنفع الشفاعة من الشفعاء المتأهلين لها في حال من الأحوال إلا كائنة لمن أذن له أى لأجله وفى شأنه من المستحقين للشفاعة لهم لا من عداهم من غير المستحقين لها واللام فى لمن يجوز أن تتعلق بنفس الشفاعة قال أبو البقاء كما تقول شفعت له ويجوز أن تتعلق بتنفع والأولى أنها متعلقة بالمحذوف كما ذكرنا قيل والمراد بقوله ) لا تنفع الشفاعة ( أنها لا توجد أصلا إلا لمن أذن له وإنما علق النفى بنفعها لا بوقوعها تصريحا بنفى ما هو غرضهم من


الصفحة التالية
Icon