"""""" صفحة رقم ٣٦٣ """"""
فدعاهم رسول الله ( ﷺ ) فقال إنه يكتب آثاركم ثم قرأ عليهم الآية فتركوا وأخرج الفريابي وأحمد فى الزهد وعبد بن حميد وابن ماجه وابن جرير وابن المنذر والطبرانى وابن مردويه عن ابن عباس نحوه وفى صحيح مسلم وغيره من حديث جابر قال إن بنى سلمة أرادوا أن يبيعوا ديارهم ويتحولوا قريبا من المسجد فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) يا بنى سلمة دياركم تكتب آثاركم
سورة يس ( ١٣ ٢٧ )
يس :( ١٣ ) واضرب لهم مثلا.....
قوله ) واضرب لهم مثلا أصحاب القرية ( قد تقدم الكلام على نظير هذا فى سورة البقرة وسورة النمل والمعنى اضرب لأجلهم مثلا أو اضرب لأجل نفسك أصحاب القرية مثلا أى مثلهم عند نفسك بأصحاب القرية فعلى الأول لما قال تعالى ) إنك لمن المرسلين ( وقال ) لتنذر قوما ( قال قل لهم ما أنا بدعا من الرسل فإن قبلى بقليل جاء أصحاب القرية مرسلون وأنذروهم بما أنذرتكم وذكروا التوحيد وخوفوا بالقيامة وبشروا بنعيم دار الإقامة وعلى الثانى لما قال إن الإنذار لا ينفع من أضله الله وكتب عليه أنه لا يؤمن قال النبى ( ﷺ ) اضرب لنفسك ولقومك مثلا أى مثل لهم عند نفسك مثلا بأصحاب القرية حيث جاءهم ثلاثة رسل ولم يؤمنوا وصبر الرسل على الإيذاء وأنت جئت إليهم واحدا وقومك أكثر من قوم الثلاثة فإنهم جاءوا إلى أهل القرية وأنت بعثتك إلى الناس كافة والمعنى واضرب لهم مثلا مثل أصحاب القرية أى اذكر لهم قصة عجيبة قصة أصحاب القرية فترك المثل وأقيم أصحاب القرية مقامه فى الإعراب وقيل لا حاجة إلى الإضمار بل المعنى اجعل أصحاب القرية لهم مثلا على أن يكون مثلا وأصحاب القرية مفعولين لا ضرب أو يكون أصحاب القرية بدلا من مثلا وقد قدمنا الكلام على المفعول الأول من هذين المفعولين هل هو مثلا أو أصحاب القرية وقد قيل إن ضرب المثل يستعمل تارة فى تطبيق حالة غريبة بحالة أخرى مثلها كما فى قوله ) ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ( ويستعمل أخرى فى ذكر حالة غريبة وبيانها للناس من غير قصد إلى تطبيقها