"""""" صفحة رقم ٣٨٩ """"""
من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين قال الهروى ويقال معنى عجب ربكم أى رضى ربكم وأثاب فسماه عجبا وليس بعجب فى الحقيقة فيكون معنى عجبت هنا عظم فعلهم عندى وحكى النقاش أن معنى بل عجبت بل أنكرت قال الحسن بن الفضل التعجب من الله إنكار الشىء وتعظيمه وهو لغة العرب وقيل معناه أنه بلغ فى كمال قدرته وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها وهؤلاء لجهلهم يسخرون منها والواو فى ويسخرون للحال أى بل عجبت والحال أنهم يسخرون ويجوز أن تكون للاستئناف
الصافات :( ١٣ ) وإذا ذكروا لا.....
) وإذا ذكروا لا يذكرون ( أى وإذا وعظوا بموعظة من مواعظ الله أو مواعظ رسوله لا يذكرون أى لا يتعظون بها ولا ينتفعون بما فيها قال سعيد بن المسيب أى إذا ذكر لهم ماحل بالمكذبين ممن كان قبلهم أعرضوا عنه ولم يتدبروا
الصافات :( ١٤ ) وإذا رأوا آية.....
) وإذا رأوا آية ( أى معجزة من معجزات رسول الله ( ﷺ ) ) يستسخرون ( أى يبالغون فى السخرية قال قتادة يسخرون ويقولون إنها سخرية يقال سخر واستسخر بمعنى مثل قر واستقر وعجب واستعجب والأول أولى لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى وقيل معنى يستسخرون يستدعون السخرى من غيرهم وقال مجاهد يستهزئون
الصافات :( ١٥ ) وقالوا إن هذا.....
) وقالوا إن هذا إلا سحر مبين ( أى ما هذا الذى تأتينا به إلا سحر واضح ظاهر
الصافات :( ١٦ ) أئذا متنا وكنا.....
) أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما ( الاستفهام للإنكار أى أنبعث إذا متنا فالعامل فى إذا هو ما دل عليه ) أئنا لمبعوثون ( وهو أنبعث لا نفس مبعوثون لتوسط ما يمنع من عمله فيه وهذا الإنكار للبعث منهم هو السبب الذى لأجله كذبوا الرسل وما نزل عليهم واستهزءوا بما جاءوا به من المعجزات وقد تقدم تفسير معنى هذه الآية فى مواضع
الصافات :( ١٧ ) أو آباؤنا الأولون
) أو آباؤنا الأولون ( هو مبتدأ وخبره محذوف أى أو آباؤنا الأولون مبعوثون وقيل معطوف على محل إن واسمها وقيل على الضمير فى مبعوثون لوقوع الفصل بينهما والهمزة للإنكار داخلة على حرف العطف ولهذا قرأ الجمهور بفتح الواو وقرأ ابن عامر وقالون بسكونها على أن أو هى العاطفة وليست الهمزة للاستفهام
الصافات :( ١٨ ) قل نعم وأنتم.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله بأن يجيب عنهم تبكيتا لهم فقال ) قل نعم وأنتم داخرون ( أى نعم تبعثون وأنتم صاغرون ذليلون قال الواحدى والدخور أشد الصغار وجملة أنتم داخرون فى محل نصب على الحال
الصافات :( ١٩ ) فإنما هي زجرة.....
ثم ذكر سبحانه أن بعثهم يقع بزجرة واحدة فقال ) فإنما هي زجرة واحدة ( الضمير للقصة أو البعثة المفهومة مما قبلها أى إنما قصة البعث أو البعثة زجرة واحدة أى صيحة واحدة من إسرافيل بنفخه فى الصور عند البعث ) فإذا هم ينظرون ( أى يبصرون ما يفعل الله بهم من العذاب وقال الحسن هى النفخة الثانية وسميت الصيحة زجرة لأن المقصود منها الزجر وقيل معنى ينظرون ينتظرون ما يفعل بهم والأول أولى
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج عبد الرزاق والفريابى وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود ) والصافات صفا ( قال الملائكة ) فالزاجرات زجرا ( قال الملائكة ) فالتاليات ذكرا ( قال الملائكة وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة مثله وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ فى العظمة عن ابن عباس مثله وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عنه أنه كان يقرأ ) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى ( مخففة وقال إنهم كانوا يتسمعون ولكن لا يسمعون وأخرج ابن جرير عنه أيضا فى قوله ) عذاب واصب ( قال دائم وأخرج ابن أبى حاتم وأبو الشيخ فى العظمة عنه أيضا إذا رمى الشهاب لم يخط من رمى به وتلا ) فأتبعه شهاب ثاقب ( وأخرج ابن جرير وابن المنذر عنه أيضا ) فأتبعه شهاب ثاقب ( قال لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون ولكنها تحرق وتخبل وتجرح فى غير قتل وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه أيضا فى قوله ) من طين لازب ( قال ملتصق وأخرج ابن أبى شيبة وابن جرير وابن المنذر


الصفحة التالية
Icon