"""""" صفحة رقم ٣٩٤ """"""
ابن أبى نجيح عن مجاهد وقال الحسن إن الغول الصداع وقال ابن كيسان هو المغص فيكون معنى الآية لا فيها نوع من أنواع الفساد المصاحبة لشرب الخمر فى الدنيا من مغص أو وجع بطن أو صداع أو عربدة أو لغو أو تأثيم ولا هم يسكرون منها ويؤيد هذا أن أصل الغول الفساد الذى يلحق فى خفاء يقال اغتاله اغتيالا إذا فسد عليه أمره فى خفية ومنه الغول والغيلة القتل خفية وقرأ ابن أبى إسحاق ينزفون بفتح الياء وكسر الزاى وقرأ طلحة بن مصرف بفتح الياء وضم الزاى
الصافات :( ٤٨ ) وعندهم قاصرات الطرف.....
ولما ذكر سبحانه صفة مشروبهم ذكر عقبة صفة منكوحهم فقال ) وعندهم قاصرات الطرف ( أى نساء قصرن طرفهم على أزواجهن فلا يردن غيرهم والقصر معناه الحبس ومنه قول امرىء القيس من القاصرات الطرف لو دب محول
من الذر فوق الأتب منها لأثرا
والمحول الصغير من الذر والأتب القميص وقيل القاصرات المحبوسات على أزواجهن والأول أولى لأنه قال قاصرات الطرف ولم يقل مقصورات والعين عظام العيون جمع عيناء وهى الواسعة العين قال الزجاج معنى عين كبار الأعين حسناها وقال مجاهد العين حسان العيون وقال الحسن هن الشديدات بياض العين الشديدات سوادها والأول أولى
الصافات :( ٤٩ ) كأنهن بيض مكنون
) كأنهن بيض مكنون ( قال الحسن وأبو زيد شبههن ببيض النعام تكنها النعامة بالريش من الريح والغبار فلونه أبيض فى صفرة وهو أحسن ألوان النساء وقال سعيد بن جبير والسدى شبههن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدى وبه قال ابن جرير ومنه قول امرىء القيس وبيضة خدر لا يرام خباؤها
تمتعت من لهو بها غير معجل
قال المبرد وتقول العرب إذا وصفت الشىء بالحسن والنظافة كأنه بيض النعام المغطى بالريش وقيل المكنون المصون عن الكسر أى إنهن عذارى وقيل المراد بالبيض اللؤلؤ كما فى قوله ) وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ( ومثله قول الشاعر وهى بيضاء مثل لؤلؤة الغواص
ميزت من جوهر مكنون
والأول أولى وإنما قال مكنون ولم يقل مكنونات لأنه وصف البيض باعتبار اللفظ
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ( قال تقول الملائكة للزبانية هذا القول وأخرج عبد الرزاق والفريابى وابن أبى شيبة وابن منيع فى مسنده وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقى فى البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب فى قوله ) احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ( قال أمثالهم الذين هم مثلهم يجىء أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر أزواج فى الجنة وأزواج فى النار وأخرج الفريابى وسعيد بن منصور وابن أبى شيبة وابن المنذر وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبى حاتم والبيهقى فى البعث عن ابن عباس فى قوله ) احشروا الذين ظلموا وأزواجهم ( قال أشباههم وفى لفظ نظراءهم وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عنه فى قوله ) فاهدوهم إلى صراط الجحيم ( قال وجهوههم وأخرج ابن أبى حاتم عنه أيضا فى الآية قال دلوهم ) إلى صراط الجحيم ( قال طريق النار وأخرج عنه أيضا قوله ) وقفوهم إنهم مسؤولون ( قال احبسوهم انهم محاسبون وأخرج البخارى فى تاريخه والدارمى والترمذى


الصفحة التالية
Icon