"""""" صفحة رقم ٤١٦ """"""
لهم بفنائهم والساحة فى اللغة فناء الدار الواسع قال الفراء نزل بساحتهم ونزل بهم سواء قال الزجاج وكان عذاب هؤلاء بالقتل قيل المراد به نزول رسول اله ( ﷺ ) بساحتهم يوم فتح مكة قرأ الجمهور نزل مبنيا للفاعل وقرأ عبد الله بن مسعود على البناء للمفعول والجار والمجرور قائم مقام الفاعل ) فساء صباح المنذرين ( أى بئس صباح الذين أنذروا بالعذاب والمخصوص بالذم محذوف أى صباحهم وخص الصباح بالذكر لأن العذاب كان يأتيهم فيه
الصافات :( ١٧٨ - ١٧٩ ) وتول عنهم حتى.....
ثم كرر سبحانه ما سبق تأكيدا للوعد بالعذاب فقال ) وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ( وحذف مفعول أبصر هاهنا وذكره أولا إما للدلالة الأول عليه فتركه هنا اختصارا أو قصدا إلى التعميم للإيذان بأن ما يبصره من أنواع عذابهم لا يحيط به الوصف وقيل هذه الجملة المراد بها أحوال القيامة والجملة الأولى المراد بها عذابهم فى الدنيا وعلى هذا فلا يكون من باب التأكيد بل من باب التأسيس ثم نزه سبحانه نفسه عن قبيح ما يصدر منهم فقال ) سبحان ربك رب العزة عما يصفون ( العزة الغلبة والقوة والمراد تنزيهه عن كل ما يصفونه به مما لا يليق بجنابه الشريف ورب العزة بدل من ربك
الصافات :( ١٨٠ - ١٨١ ) سبحان ربك رب.....
ثم ذكر ما يدل على تشريف رسله وتكريمهم فقال ) وسلام على المرسلين ( أى الذين أرسلهم إلى عباده وبلغوا رسالاته وهو من السلام الذى هو التحية وقيل معناه أمن لهم وسلامة من المكاره
الصافات :( ١٨٢ ) والحمد لله رب.....
) والحمد لله رب العالمين ( إرشاد لعباده إلى حمده على إرسال رسله إليهم مبشرين ومنذرين وتعليم لهم كيف يصنعون عند إنعامه عليهم وما يثنون عليه به وقيل إنه الحمد على هلاك المشركين ونصر الرسل عليهم والأولى أنه حمد لله سبحانه على كل ما أنعم به على خلقه أجمعين كما يفيده حذف المحمود عليه فإن حذفه مشعر بالتعميم كما تقرر فى علم المعانى والحمد هو الثناء الجميل بقصد التعظيم
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس فى قوله ) وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ( زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى هو وإبليس أخوان وأخرج ابن أبى حاتم عنه فى قوله ) فإنكم وما تعبدون ( قال فإنكم يا معشر المشركين وما تعبدون يعنى الآلهة ) ما أنتم عليه بفاتنين ( قال بمضلين ) إلا من هو صال الجحيم ( يقول إلا من سبق فى علمى أنه سيصلى الجحيم وأخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عنه أيضا فى الآية يقول إنكم لا تضلون أنتم ولا أضل منكم إلا من قضيت عليه أنه صال الجحيم وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه عنه أيضا فى الآية قال لا تفتنون إلا من هو صال الجحيم وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عنه أيضا فى قوله ) وما منا إلا له مقام معلوم ( قال الملائكة ) وإنا لنحن الصافون ( قال الملائكة ) وإنا لنحن المسبحون ( قال الملائكة وأخرج محمد بن نصر المروزى فى كتاب الصلاة وابن جرير وابن أبى حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عائشة قال قال رسول الله ( ﷺ ) ما فى السماء موضع قدم إلا عليه ملك ساجد أو قائم وذلك قول الملائكة ) وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون ( وأخرج محمد بن نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعد أن رسول الله ( ﷺ ) قال يوما لأصحابه أطت السماء وحق لها أن تئط ليس فها موضع قدم إلا عليه ملك راكع أو ساجد ثم قرأ ) وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ( وأخرج عبد الرزاق والفريابى وسعيد ابن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والطبرانى والبيهقى فى الشعب عن ابن مسعود قال إن من السموات لسماء ما فيها موضع شبر إلا وعليه جبهة ملك أو قدماه قائما أو ساجدا ثم قرأ ) وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون ( وأخرج الترمذى وحسنه وابن جرير وابن مردويه عن أبى ذر قال قال رسول الله ( ﷺ ) إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون إن السماء أطت وحق لها أن تئط