"""""" صفحة رقم ٤٤٦ """"""
أى مرجوم بالكواكب مطرود من كل خير
ص :( ٧٨ ) وإن عليك لعنتي.....
) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين ( أى طردى لك عن الرحمة وإبعادى لك منها ويوم الدين يوم الجزاء فأخبر سبحانه وتعالى أن تلك اللعنة مستمرة له دائمة عليه ما دامت الدنيا ثم فى الآخرة يلقى من أنواع عذاب الله وعقوبته وسخطه ما هو به حقيق وليس المراد أن اللعنة تزول عنه فى الآخرة بل هو ملعون أبدا ولكن لما كان له فى الآخرة ما ينسى عنده اللعنة ويذهل عند الوقوع فيه منها صارت كأنها لم تكن بجنب ما يكون فيه
ص :( ٧٩ ) قال رب فأنظرني.....
وجملة ) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون ( مستأنفة كما تقدم فيما قبلها أى أمهلنى ولا تعاجلنى إلى غاية هى يوم يبعثون يعنى آدم وذريته
ص :( ٨٠ ) قال فإنك من.....
) قال فإنك من المنظرين ( أى الممهلين
ص :( ٨١ ) إلى يوم الوقت.....
) إلى يوم الوقت المعلوم ( الذى قدره الله لفناء الخلائق وهو عند النفخة الآخرة وقيل هو النفخة الأولى قيل إنما طلب إبليس الإنظار إلى يوم البعث ليتخلص من الموت لأنه إذا أنظر إلى يوم البعث لم يمت قبل البعث وعند مجىء البعث لا يموت فحينئذ يتخلص من الموت فأجيب بما يبطل مراده وينقض عليه مقصده وهو الإنظار إلى يوم الوقت المعلوم وهو الذى يعلمه الله ولا يعلمه غيره فلما سمع اللعين إنظار الله له إلى ذلك الوقت
ص :( ٨٢ ) قال فبعزتك لأغوينهم.....
) قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين ( فأقسم بعزة الله أنه يضل بنى آدم بتزيين الشهوات لهم وإدخال الشبه عليهم حتى يصيروا غاوين جميعا
ص :( ٨٣ ) إلا عبادك منهم.....
ثم لما علم أن كيده لا ينجع إلا فى أتباعه وأحزابه من أهل الكفر والمعاصى استثنى من لا يقدر على إضلاله ولا يجد السبيل إلى إغوائه فقال ) إلا عبادك منهم المخلصين ( أى الذين أخلصتهم لطاعتك وعصمتهم من الشيطان الرجيم وقد تقدم تفسير هذه الآيات فى سورة الحجر وغيرها وقد أقسم ها هنا بعزة الله وأقسم فى موضع آخر بقوله ) فبما أغويتني ( ولا تنافى بين القسمين فإن إغواءه إياه من آثار عزته سبحانه
ص :( ٨٤ ) قال فالحق والحق.....
وجملة ) قال فالحق والحق أقول ( مستأنفة كالجمل التى قبلها قرأ الجمهور بنصب الحق فى الموضعين على أنه مقسم به حذف منه حرف القسم فانتصب أو هما منصوبان على الإغراء أى الزموا الحق أو مصدران مؤكدان لمضمون قوله
ص :( ٨٥ ) لأملأن جهنم منك.....
) لأملأن جهنم ( وقرأ ابن عباس ومجاهد والأعمش وعاصم وحمزة برفع الأول ونصب الثانى فرفع الأول على أنه مبتدأ وخبره مقدر أى فالحق منى أو فالحق أنا أو خبره لأملأن أو هو خبر مبتدأ محذوف وأما نصب الثانى فبالفعل المذكور بعده أى وأنا أقول الحق وأجاز الفراء وأبو عبيد أن يكون منصوبا بمعنى حقا لأملأن جهنم واعترض عليهما بأن ما بعد اللام مقطوع عما قبلها وروى عن سيبويه والفراء أيضا أن المعنى فالحق أن إملاء جهنم وروى عن ابن عباس ومجاهد أنهما قرآ برفعها فرفع الأول على ما تقدم ورفع الثانى بالابتداء وخبره الجملة المذكورة بعده والعائد محذوف وقرأ ابن السميفع وطلحة بن مصرف بخفضهما على تقدير حرف القسم قال الفراء كما يقول الله عز وجل لأفعلن كذا وغلطه أبو العباس ثعلب وقال لا يجوز الخفض بحرف مضمر وجملة ) لأملأن جهنم ( جواب القسم على قراءة الجمهور وجملة ) والحق أقول ( معترضة بين القسم وجوابه ومعنى منك أى من جنسك من الشياطين ) وممن تبعك منهم ( أى من ذرية آدم فأطاعوك إذ دعوتهم إلى الضلال والغواية و ) أجمعين ( تأكيد للمعطوف والمعطوف عليه أى لأملأنها من الشياطين وأتباعهم أجمعين
ص :( ٨٦ ) قل ما أسألكم.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله أن يخبرهم بأنه إنما يريد بالدعوة إلى الله إمتثال أمره لا عرض الدنيا الزائل فقال ) قل ما أسألكم عليه من أجر ( والضمير فى عليه راجع إلى تبليغ الوحى ولم يتقدم له ذكر ولكنه مفهوم من السياق وقيل هو عائد إلى ما تقدم من قوله ) أأنزل عليه الذكر من بيننا ( وقيل الضمير راجع إلى القرآن وقيل إلى الدعاء إلى الله على العموم فيشمل القرآن وغيره من الوحى ومن قول الرسول ( ﷺ ) والمعنى ما أطلب منكم من جعل تعطونيه عليه ) وما أنا من المتكلفين ( حتى أقول ما لا أعلم إذ أدعوكم إلى غير ما أمرنى الله بالدعوة إليه