"""""" صفحة رقم ٤٤٨ """"""
بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الزمر ( ١ ٦ )الزمر :( ١ ) تنزيل الكتاب من.....
قوله ) تنزيل الكتاب ( ارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف هو اسم إشارة أى هذا تنزيل وقال أبو حيان إن المبتدأ المقدر لفظ هو ليعود على قوله ) إن هو إلا ذكر للعالمين ( كأنه قيل وهذا الذكر ما هو فقيل هو تنزيل الكتاب وقيل ارتفاعه على أنه مبتدأ وخبره الجار والمجرور بعده أى تنزيل كائن من الله وإلى هذا ذهب الزجاج والفراء قال الفراء ويجوز أن يكون مرفوعا بمعنى هذا تنزيل وأجاز الفراء والكسائى النصب على أنه مفعول به لفعل مقدر أى اتبعوا أو اقرءوا تنزيل الكتاب وقال الفراء يجوز نصبه على الإغراء أى الزموا والكتاب هو القرآن وقوله ) من الله العزيز الحكيم ( على الوجه الأول صلة للتنزيل أو خبر بعد خبر أو خبر مبتدأ محذوف أو متعلق بمحذوف على أنه حال عمل فيه اسم الإشارة المقدر
الزمر :( ٢ ) إنا أنزلنا إليك.....
) إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ( الباء سببية متعلقة بالإنزال أى أنزلناه بسبب الحق ويجوز أن تتعلق بمحذوف هو حال من الفاعل أي متلبسين بالحق أو من المفعول أى متلبسا بالحق والمراد كل ما فيه من إثبات التوحيد والنبوة والمعاد وأنواع التكاليف قال مقاتل يقول لم ننزله باطلا لغير شىء ) فاعبد الله مخلصا له الدين ( الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها وانتصاب مخلصا على الحال من فاعل اعبد والإخلاص أن يقصد العبد بعمله وجه الله سبحانه والدين العبادة والطاعة ورأسها توحيد الله وأنه لا شريك له قرأ الجمهور الدين بالنصب على أنه مفعول مخلصا وقرأ ابن أبى عبلة برفعه على أن مخلصا مسند إلى الدين على طريقة المجاز قيل وكان عليه أن يقرأ مخلصا بفتح اللام وفى الآية دليل على وجوب النية وإخلاصها عن الشوائب لأن الإخلاص من الأمور القلبية التى لا تكون إلا بأعمال القلب وقد جاءت السنة الصحيحة أن ملاك الأمر فى الأقوال والأفعال النية كما فى حديث إنما