"""""" صفحة رقم ٤٥٥ """"""
يخاف أخرجوه من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال الترمذى غريب وقد رواه بعضهم عن ثابت عن النبى ( ﷺ ) مرسلا
سورة الزمر ( ١٣ ٢٠ )
الزمر :( ١٣ ) قل إني أخاف.....
قوله ) قل إني أخاف إن عصيت ربي ( أى بترك إخلاص العبادة له وتوحيده والدعاء إلى ترك الشرك وتضليل أهله ) عذاب يوم عظيم ( وهو يوم القيامة قال أكثر المفسرين المعنى إنى أخاف إن عصيت ربى بإجابة المشركين إلى ما دعونى إليه من عبادة غير الله قال أبو حمزة اليمانى وابن المسيب هذه الآية منسوخة بقوله ) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ( وفى هذه الآية دليل على أن الأمر للوجوب لأن قبله ) إنما أمرت أن أعبد الله ( فالمراد عصيان هذا الأمر
الزمر :( ١٤ ) قل الله أعبد.....
) قل الله أعبد ( التقديم مشعر بالاختصاص أى لا أعبد غيره لا استقلالا ولا على جهة الشركة ومعنى ) مخلصا له ديني ( أنه خالص لله غير مشوب بشرك ولا رياء ولا غيرهما وقد تقدم تحقيقه فى أول السورة قال الرازى فإن قيل ما معنى التكرير فى قوله ) قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين ( وقوله ) قل الله أعبد مخلصا له ديني ( قلنا ليس هذا بتكرير لأن الأول إخبار بأنه مأمور من جهة الله بالإيمان والعبادة والثانى إخبار بأنه أمر أن لا يعبد أحدا غير الله
الزمر :( ١٥ ) فاعبدوا ما شئتم.....
) فاعبدوا ما شئتم ( أن تعبدوه ) من دونه ( هذا الأمر للتهديد والتقريع والتوبيخ كقوله ) اعملوا ما شئتم ( وقيل إن الأمر على حقيقته وهو منسوخ بآية السيف والأول أولى ) قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ( أى إن الكاملين فى الخسران هم هؤلاء لأن من دخل النار فقد خسر نفسه وأهله قال الزجاج وهذا يعنى به الكفار فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد فى النار وخسروا أهليهم لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل فى الجنة وجملة ) ألا ذلك هو الخسران المبين ( مستأنفة لتأكيد ما قبلها وتصديرها بحرف التنبيه للإشعار بأن هذا الخسران الذى حل بهم قد بلغ من العظم إلى غاية ليس فوقها غاية وكذلك تعريف الخسران ووصفه بكونه مبينا فإنه يدل على أن الفرد الكامل من أفراد الخسران وأن لا خسران يساويه ولا عقوبة تدانيه
الزمر :( ١٦ ) لهم من فوقهم.....
ثم بين سبحانه هذا اخسران الذى حل بهم والبلاء النازل عليهم بقوله ) لهم من فوقهم ظلل من النار ( الظلل عبارة عن أطباق النار أى لهم من فوقهم أطباق من النار تلتهب عليهم ) ومن تحتهم ظلل (


الصفحة التالية
Icon