"""""" صفحة رقم ٤٥٧ """"""
وذلك لأن الجنة درجات بعضها فوق بعض ومعنى مبنية أنها مبنية بناء المنازل فى إحكام أساسها وقوة بنائها وإن كانت منازل الدنيا ليست بشىء بالنسبة إليها ) تجري من تحتها الأنهار ( أى من تحت تلك الغرف وفى ذلك كمال لبهجتها وزيادة لرونقها وانتصاب وعد الله على المصدرية المؤكدة لمضمون الجملة لأن قوله ) لهم غرف ( فى معنى وعدهم الله بذلك وجمة ) لا يخلف الله الميعاد ( مقررة للوعد أي لا يخلف الله ما وعد به الفريقين من الخير والشر
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس فى قوله ) قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم ( الآية قال هم الكفار الذين خلقهم الله للنار زالت عنهم الدنيا وحرمت عليهم الجنة وأخرج ابن المنذر عنه فى قوله ) خسروا أنفسهم وأهليهم ( قال أهليهم من أهل الجنة كانوا أعدوا لهم لو عملوا بطاعة الله فغيبوهم وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال كان سعيد بن زيد وأبو ذر وسلمان يتبعون فى الجاهلية أحسن القول والكلام لا إله إلا الله قالوا بها فأنزل الله على نبيه ) يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( الآية وأخرج ابن مردويه عن أبى سعيد قال لما نزل ) فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ( أرسل رسول الله ( ﷺ ) مناديا فنادى من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة فاستقبل عمر الرسول فرده فقال يا رسول الله خشيت أن يتكل الناس فلا يعملون فقال رسول الله ( ﷺ ) لو يعلم الناس قدر رحمة ربى لاتكلوا ولو يعلمون قدر سخط ربى وعقابه لاستصغروا أعمالهم وهذا الحديث أصله فى الصحيح من حديث أبى هريرة
سورة الزمر ( ٢١ ٢٦ )
الزمر :( ٢١ ) ألم تر أن.....
لما ذكر سبحانه الآخرة ووصفها بوصف يوجب الرغبة فيها والشوق إليها أتبعه بذكر الدنيا ووصفها بوصف يوجب الرغبة عنها والنفرة منها فذكر تمثيلا لها فى سرعة زوالها وقرب اضمحلالها مع ما فى ذلك من ذكر نوع من أنواع قدرته الباهرة وصنعه البديع فقال ) ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء ( أى من السحاب مطرا ) فسلكه ينابيع في الأرض (