"""""" صفحة رقم ٤٦١ """"""
سورة الزمر ( ٢٧ ٣٥ )
الزمر :( ٢٧ ) ولقد ضربنا للناس.....
قوله ) ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ( قد قدمنا تحقيق المثل وكيفية ضربه فى غير موضع ومعنى ) من كل مثل ( ما يحتاجون إليه وليس المراد ما هو أعم من ذلك فهو هنا كما فى قوله ) ما فرطنا في الكتاب من شيء ( أي من شىء يحتاجون إليه فى أمر دينهم وقيل المعنى ما ذكرنا من إهلاك الأمم السالفة مثل لهؤلاء ) لعلهم يتذكرون ( يتعظمون فيعتبرون
الزمر :( ٢٨ ) قرآنا عربيا غير.....
وانتصاب ) قرآنا عربيا ( على الحال من هذا وهى حال مؤكدة وتسمى هذه حالا موطئة لأن الحال فى الحقيقة هو عربيا وقرآنا توطئة له نحو جاءنى زيد رجلا صالحا كذا قال الأخفش ويجوز أن ينتصب على المدح قال الزجاج عربيا منتصب على الحال وقرآنا توكيد ومعنى ) غير ذي عوج ( لا اختلاف فيه بوجه من الوجوه قال الضحاك أى غير مختلف قال النحاس أحسن ما قيل فى معناه قول الضحاك وقيل غير متضاد وقيل غير ذى لبس وقيل غير ذى لحن وقيل غير ذى شك كما قال الشاعر وقد أتاك يمين غير ذى عوج
من الإله وقول غير مكذوب
) لعلهم يتقون ( علة أخرى بعد العلة الأولى وهى ) لعلهم يتذكرون ( أى لكى يتقوا الكفر والكذب
الزمر :( ٢٩ ) ضرب الله مثلا.....
ثم ذكر سبحانه مثلا من الأمثال القرآنية للتذكير والإيقاظ فقال ) ضرب الله مثلا ( أى تمثيل حالة عجيبة بأخرى مثلها ثم بين المثل فقال ) رجلا فيه شركاء متشاكسون ( قال الكسائى نصب رجلا لأنه تفسير للمثل وقيل هو منصوب بنزع الخافض أى ضرب الله مثلا برجل وقيل إن رجلا هو المفعول الأول ومثلا هو المفعول الثانى وأخر المفعول الأول ليتصل بما هو من تمامه وقد تقدم تحقيق هذا فى سورة يس وجملة ) فيه شركاء ( فى محل نصب صفة لرجل والتشاكس التخالف قال الفراء أى مختلفون وقال المبرد أى متعاسرون من شكس يشكس شكسا فهو شكس مثل عسر يعسر عسرا فهو عسر قال الجوهرى التشاكس الاختلاف قال ويقال رجل شكس بالتسكين أي صعب الخلق وهذا مثل من أشرك بالله وعبد آلهة كثيرة ثم قال ) ورجلا سلما لرجل ( أى خالصا له وهذا مثل من يعبد الله وحده قرأ الجمهور سلما بفتح السين واللام وقرأ سعيد


الصفحة التالية
Icon