"""""" صفحة رقم ٤٦٧ """"""
الزمر :( ٤٣ ) أم اتخذوا من.....
قوله ) أم اتخذوا من دون الله شفعاء ( أم هى المنقطعة المقدرة ببل والهمزة أى بل اتخذوا من دون الله آلهة شفعاء لهم عند الله ) قل أولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون ( الهمزة للإنكار والتوبيخ والواو للعطف على محذوف مقدر أي أيشفعون ولو كانوا الخ وجواب لو محذوف تقديره تتخذونهم أى وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم ومعنى لا يملكون شيئا أنهم غير مالكين لشىء من الأشياء وتدخل الشفاعة فى ذلك دخولا أوليا ولا يعقلون شيئا من الأشياء لأنها جمادات لا عقل لها وجمعهم بالواو والنون لاعتقاد الكفار فيهم أنهم يعقلون
الزمر :( ٤٤ ) قل لله الشفاعة.....
ثم أمره سبحانه بأن يخبرهم أن الشفاعة لله وحده فقال ) قل لله الشفاعة جميعا ( فليس لأحد منها شىء إلا أن يكون بإذنه لمن ارتضى كما فى قوله ) من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ( وقوله ) ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ( وانتصاب جميعا عى الحال وإنما أكد الشفاعة بما يؤكد به الاثنان فصاعدا لأنها مصدر يطلق على الواحد والاثنين والجماعة ثم وصفه بسعة الملك فقال ) له ملك السماوات والأرض ( أى يملكهما ويملك ما فيهما ويتصرف فى ذلك كيف يشاء ويفعل ما يريد ) ثم إليه ترجعون ( لا إلى غيره وذلك بعد البعث
الزمر :( ٤٥ ) وإذا ذكر الله.....
) وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ( انتصاب وحده على الحال عند يونس وعلى المصدر عند الخليل وسيبويه والاشمئزاز فى اللغة النفور قال أبو عبيدة اشمأزت نفرت وقال المبرد انقبضت وبالأول قال قتادة وبالثانى قال مجاهد والمعنى متقارب وقال المؤرج أنكرت وقال أبو زيد اشمأز الرجل ذعر من الفزع والمناسب للمقام تفسير اشمأزت بانقبضت وهو فى الأصل الازورار وكان المشركون إذا قيل لهم لا إله إلا الله انقبضوا كما حكاه الله عنهم فى قوله ) وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ( ثم ذكر سبحانه استبشارهم بذكر أصنامهم فقال ) وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ( أى يفرحون بذلك ويبتهجون به والعامل فى إذا فى قوله ) وإذا ذكر الله ( الفعل الذى بعدها وهو اشمأزت والعامل فى إذا فى قوله ) وإذا ذكر الذين من دونه ( الفعل العامل فى إذا الفجائية والتقدير فاجئوا الاستبشار وقت ذكر الذين من دونه
الزمر :( ٤٦ ) قل اللهم فاطر.....
ولما لم يقبل المتمردون من الكفار ما جاءهم به ( ﷺ ) من الدعاء إلى الخير وصمموا على كفرهم أمره الله سبحانه أن يرد الأمر إليه فقال ) قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ( وقد تقدم تفسير فاطر السموات وتفسير عالم الغيب والشهادة وهما منصوبان على النداء ومعنى ) تحكم بين عبادك ( تجازي المحسن بإحسانه وتعاقب المسىء بإساءته فإنه بذلك يظهر من هو المحق ومن هو المبطل ويرتفع عند خلاف المختلفين وتخاصم المتخاصمين
الزمر :( ٤٧ ) ولو أن للذين.....
ثم لما حكى عن الكفار ما حكاه من الاشمئزاز عند ذكر الله والاستبشار عند ذكر الأصنام ذكر ما يدل على شدة عذابهم وعظيم عقوبتهم فقال ) ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ( أى جميع ما فى الدنيا من الأموال والذخائر ) ومثله معه ( أى منضما إليه ) لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة (