"""""" صفحة رقم ٤٧٦ """"""
ينظرون ما يقال لهم أو ينتظرون ذلك قرأ الجمهور قيام بالرفع على أنه خبر وينظرون فى محل نصب على الحال وقرأ زيد بن على بالنصب على أنه حال والخبر ينظرون والعامل فى الحال ما عمل فى إذا الفجائية قال الكسائى كما تقول خرجت فإذا زيد جالسا
الزمر :( ٦٩ ) وأشرقت الأرض بنور.....
) وأشرقت الأرض بنور ربها ( الإشراق الإضاءة يقال أشرقت الشمس إذا أضاءت وشرقت إذا طلعت ومعنى بنور ربها بعدل ربها قاله الحسن وغيره وقال الضحاك بحكم ربها والمعنى أن الأرض أضاءت وأنارت بما أقامه الله من العدل بين أهلها وما قضى به من الحق فيهم فالعدل نور والظلم ظلمات وقيل إن الله يخلق نورا يوم القيامة يلبسه وجه الأرض فتشرق به غير نور الشمس والقمر ولا مانع من الحمل على المعنى الحقيقى فإن الله سبحانه هو نور السموات والأرض قرأ الجمهور أشرقت مبنيا للفاعل وقرأ ابن عباس وأبو الجوزاء وعبيد بن عمير على البناء للمفعول ووضع الكتاب قيل هو اللوح المحفوظ وقال قتادة يعنى الكتب والصحف التى فيها أعمال بنى آدم فآخذ بيمينه وآخذ بشماله وكذا قال مقاتل وقيل هو من وضع المحاسب كتاب المحاسبة بين يديه أى وضع الكتاب للحساب ) وجيء بالنبيين ( أى جىء بهم إلى الموقف فسئلوا عما أجابتهم به أممهم ) والشهداء ( الذين يشهدون على الأمم من أمة محمد ( ﷺ ) كما فى قوله ) وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ( وقيل المراد بالشهداء الذين استشهدوا فى سبيل الله فيشهدون يوم القيامة لمن ذب عن دين الله وقيل هم الحفظة كما قال تعالى ) وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( ) وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ( أى وقضى بين العباد بالعدل والصدق والحال أنهم لا يظلمون أى لا ينقصون من ثوابهم ولا يزاد على ما يستحقونه من عقابهم
الزمر :( ٧٠ ) ووفيت كل نفس.....
) ووفيت كل نفس ما عملت ( من خير وشر ) وهو أعلم بما يفعلون ( فى الدنيا لا يحتاج إلى كاتب ولا حاسب ولا شاهد وإنما وضع الكتاب وجىء بالنبيين والشهداء لتكميل الحجة وقطع المعذرة
الزمر :( ٧١ ) وسيق الذين كفروا.....
ثم ذكر سبحانه تفصيل ما ذكره من توفية كل نفس ما كسبت فقال ) وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا ( أى سيق الكافرون إلى النار حال كونهم زمرا أى جماعات متفرقة بعضها يتلوا بعضا قال أبو عبيدة والأخفش زمرا جماعات متفرقة بعضها إثر بعض ومنه قول الشاعر وترى الناس إلى أبوابه
زمرا تنتابه بعد زمر
واشتقاقه من الزمر وهو الصوت إذ الجماعة لا تخلو عنه ) حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها ( أى فتحت أبواب النار ليدخلوها وهى سبعة أبواب وقد مضى بيان ذلك فى سورة الحجر ) وقال لهم خزنتها ( جمع خازن نحو سدنه وسادن ) ألم يأتكم رسل منكم ( أى من أنفسكم ) يتلون عليكم آيات ربكم ( التى أنزلها عليهم ) وينذرونكم لقاء يومكم هذا ( أى يخوفونكم لقاء هذا اليوم الذى صرتم فيه قالوا لهم هذا القول تقريعا وتوبيخا فأجابوا بالاعتراف ولم يقدروا على الجدل الذى كانوا يتعللون به فى الدنيا لانكشاف الأمر وظهوره ولهذا ) قالوا بلى ( أى قد أتتنا الرسل بآيات الله وأنذرونا بما سنلقاه ) ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين ( وهى ) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين ( فلما اعترفوا هذا الاعتراف
الزمر :( ٧٢ ) قيل ادخلوا أبواب.....
) قيل ادخلوا أبواب جهنم ( التى قد فتحت لكم لتدخلوها وانتصاب ) خالدين ( على الحال أى مقدرين الخلود ) فبئس مثوى المتكبرين ( المخصوص بالذم محذوف أى بئس مثواهم جهنم وقد تقدم تحقيق المثوى فى غير موضع
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله ) مقاليد السماوات والأرض ( قال مفاتيحها وأخرج أبو يعلى ويوسف القاضى فى سننه وأبو الحسن القطان وابن السنى وابن المنذر وابن أبى حاتم