"""""" صفحة رقم ٤٩٤ """"""
غافر :( ٤١ ) ويا قوم ما.....
كرر ذلك الرجل المؤمن دعاءهم إلى الله وصرح بإيمانه ولم يسلك المسالك المتقدمة من إيهامه لهم أنه منهم وأنه إنما تصدى التذكير كراهة أن يصيبهم بعض ما توعدهم به موسى كما يقوله الرجل المحب قومه من التحذير عن الوقوع فيما يخاف عليهم الوقوع فيه فقال ) ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار ( أى أخبرونى عنكم كيف هذه الحال أدعوكم إلى النجاة من النار ودخول الجنة بالإيمان بالله وإجابة رسله وتدعوننى إلى النار بما تريدونه منى من الشرك قيل معنى ) ما لي أدعوكم ( مالكم أدعوكم كما تقول مالى أراك حزينا أى مالك
غافر :( ٤٢ ) تدعونني لأكفر بالله.....
ثم فسر الدعوتين فقال ) تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم ( فقوله تدعوننى بدل من تدعوننى الأولى أو بيان لها ) ما ليس لي به علم ( أى ما لا علم لى بكونه شريكا لله ) وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار ( أى إلى العزيز في انتقامه ممن كفر الغفار لذنب من آمن به
غافر :( ٤٣ ) لا جرم أنما.....
) لا جرم ( قد تقدم تفسير هذا فى سورة هود وجرم فعل ماض بمعنى حق ولا الداخلة عليه لنفى ما ادعوه ورد ما زعموه وفاعل هذا الفعل هو قوله ) أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة ( أى حق ووجب بطلان دعوته قال الزجاج معناه ليس له استجابة دعوة تتفع وقيل ليس له دعوة توجب له الألوهية فى الدنيا ولا فى الآخرة قال الكلبى ليس له شفاعة ) وأن مردنا إلى الله ( أى مرجعنا ومصيرنا إليه بالموت أولا وبالبعث آخرا فيجازى كل أحد بما يستحقه من خير وشر ) وأن المسرفين هم أصحاب النار ( أى المستكثرين من معاصى الله قال قتادة وابن سيرين يعنى المشركين وقال مجاهد والشعبى هم السفهاء السفاكون للدماء بغير حقها وقال عكرمة الجبارون والمتكبرون وقيل هم الذين تعدوا حدود الله وأن فى الموضعين عطف على أن فى قوله ) أنما تدعونني إليه ( والمعنى وحق أن مردنا إلى الله وحق أن المسرفين الخ
غافر :( ٤٤ ) فستذكرون ما أقول.....
) فستذكرون ما أقول لكم ( إذا نزل بكم العذاب وتعلمون أنى قد بالغت فى نصحكم وتذكيركم وفى هذا الإبهام من التخويف والتهديد ما لا يخفى ) وأفوض أمري إلى الله ( أى أتوكل عليه وأسلم أمرى إليه قيل إنه قال هذا لما أرادوا الإيقاع به قال مقاتل هرب هذا المؤمن إلى الجبل فلم يقدروا عليه وقيل القائل هو موسى والأول أولى
غافر :( ٤٥ ) فوقاه الله سيئات.....
) فوقاه الله سيئات ما مكروا ( أى وقاه الله ما أرادوا به من المكر السىء وما أرادوه به من الشر قال قتادة نجاه الله مع بنى إسرائيل ) وحاق بآل فرعون سوء العذاب ( أى أحاط بهم ونزل عليهم سوء العذاب قال الكسائى يقال حاق يحيق حيقا وحيوقا إذا نزل ولزم قال الكلبى غرفوا فى البحر ودخلوا النار والمراد بآل فرعون فرعون وقومه وترك التصريح به للاستغناء بذكرهم عن ذكره لكونه أولى بذلك منهم أو المراد بآل فرعون فرعون نفسه والأول أولى لأنهم قد عذبوا فى الدنيا جميعا بالغرق وسيعذبون فى الآخرة بالنار
غافر :( ٤٦ ) النار يعرضون عليها.....
ثم بين سبحانه ما أجمله من سوء العذاب فقال ) النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ( فارتفاع النار على أنها بدل من سوء العذاب وقيل على أنها خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ وخبره يعرضون والأول أولى ورجحه الزجاج وعلى الوجهين الأخيرين تكون الجملة مستأنفة جواب سؤال مقدر وقرىء بالنصب على تقدير فعل يفسره يعرضون من حيث المعنى أى يصلون النار يعرضون عليها أو على الاختصاص وأجاز الفراء الخفض على البدل من