"""""" صفحة رقم ٥١٠ """"""
فصلت :( ١٥ ) فأما عاد فاستكبروا.....
لما ذكر سبحانه عادا وثمودا إجمالا ذكر ما يختص بكل طائفة من الطائفتين تفصيلا فقال ) فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق ( أى تكبروا عن الإيمان بالله وتصديق رسله واستعلوا على من فى الأرض بغير الحق أى بغير استحقاق ذلك الذى وقع منهم من التكبر والتجبر ثم ذكر سبحانه بعض ما صدر عنهم من الأقوال الدالة على الاستكبار فقال ) وقالوا من أشد منا قوة ( وكانوا ذوى أجسام طوال وقوة شديدة فاغتروا بأجسامهم حين تهددهم هود بالعذاب ومرادهم بهذا القول أنهم قادرون على دفع ما ينزل بهم من العذاب فرد الله عليهم بقوله ) أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة ( والاستفهام للاستنكار عليهم وللتوبيخ لهم أى أولم يعلموا بأن الله أشد منهم قدرة فهو قادر على أن ينزل بهم من أنواع عقابه ما شاء بقوله كن فيكون ) وكانوا بآياتنا يجحدون ( أى بمعجزات الرسل التى خصهم الله بها وجعلها دليلا على نبوتهم أو بآياتنا التى أنزلناها على رسلنا أو بآياتنا التكوينية التى نصبناها لهم وجعلناها حجة عليهم أو بجميع ذلك
فصلت :( ١٦ ) فأرسلنا عليهم ريحا.....
ثم ذكر سبحانه ما أنزل عليهم من عذابه فقال ) فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا ( الصرصر الريح الشديدة الصوت من الصرة وهى الصيحة قال أبو عبيدة معنى صرصر شديدة عاصفة وقال الفراء هى الباردة تحرق كما تحرق النار وقال عكرمة وسعيد ابن جبير وقتادة هى الباردة وأنشد قطرب قول الحطيئة المطعمون إذا هبت بصرصرة
والحاملون إذا استودوا عن الناس
أى إذا سئلوا الدية وقال مجاهد هى الشديدة السموم والأولى تفسيرها بالبرد لأن الصر فى كلام العرب البرد ومنه قول الشاعر لها غدر كقرون النسا
ء ركبن فى يوم ريح وصر
قال ابن السكيت صرصر يجوز أن يكون من الصر وهو البرد ويجوز أن يكون من صرصر الباب ومن الصرة وهى الصيحة ومنه ) فأقبلت امرأته في صرة ( ثم بين سبحانه وقت نزول ذلك العذاب عليهم فقال ) في أيام نحسات (