"""""" صفحة رقم ٥١٩ """"""
والغرض منه التنبيه على إن الملحدين فى الآيات يلقون فى النار وأن المؤمنين بها يأتون آمنين يوم القيامة وظاهر الاية العموم اعتبارا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وقيل المراد بمن يلقى في النار أبو جهل ومن يأتى آمنا النبى ( ﷺ ) وقيل حمزة وقيل عمر بن الخطاب وقيل أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومى ) اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ( هذا أمر تهديد أى اعملوا من أعمالكم التى تلقيكم فى النار ما شئتم إنه بما تعملون بصير فهو مجازيكم على كل ما تعملون قال الزجاج لفظه لفظ الأمر ومعناه الوعيد
فصلت :( ٤١ ) إن الذين كفروا.....
) إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ( الجملة مستأنفة مقررة لما قبلها وخبر إن محذوف أى إن الذين كفروا بالقرآن ما جاءهم يجازون بكفرهم أو هالكون أو يعذبون وقيل هو قوله ) ينادون من مكان بعيد ( وهذا بعيد وإن رجحه أبو عمرو بن العلاء وقال الكسائى إنه سد مسده الخبر السابق وهو ) لا يخفون علينا ( وقيل إن الجملة بدل من الجملة الأولى وهى الذين يلحدون فى آياتنا وخبر إن هو الخبر السابق ) وإنه لكتاب عزيز ( أى القرآن الذى كانوا يلحدون فيه أى عزيز عن أن يعارض أو يطعن فيه الطاعنون منيع عن كل عيب
فصلت :( ٤٢ ) لا يأتيه الباطل.....
تم وصفه بأنه حق لا سبيل للباطل إليه بوجه من الوجوه فقال ) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ( قال الزجاج معناه أنه محفوظ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه وبه قال قتادة والسدى ومعنى الباطل على هذا الزيادة والنقصان وقال مقاتل لا يأتيه التكذيب من الكتب التى قبله ولا يجىء من بعده كتاب فيبطله وبه قال الكلبى وسعيد بن جبير وقيل الباطل هو الشيطان أى لا يستطيع أن يزيد فيه ولا ينقص منه وقيل لا يزاد فيه ولا ينقص منه لا من جبريل ولا من محمد ( ﷺ ) ) تنزيل من حكيم حميد ( هو خبر مبتدأ محذوف أو صفة أخرى لكتاب عند من يجوز تقديم غير الصريح من الصفات على الصريح وقيل إنه الصفة لكتاب وجملة لا يأتيه معترضة بين الموصوف والصفة
فصلت :( ٤٣ ) ما يقال لك.....
ثم سلى سبحانه رسوله ( ﷺ ) عن ما كان يتأثر له من أذية الكفار فقال ) ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ( أى ما يقال لك من هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر والكذب والجنون إلا مثل ما قيل للرسل من قبلك فإن قومهم كانوا يقولون لهم مثل ما يقول لك هؤلاء وقيل المعنى ما يقال لك من التوحيد وإخلاص العبادة لله إلا ما قد قيل للرسل من قبلك فإن الشرائع كلها متفقة على ذلك وقيل هو استفهام أى أى شىء يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ) إن ربك لذو مغفرة ( لمن يستحق مغفرته من الموحدين الذين بايعوك وبايعوا من قبلك من الأنبياء ) وذو عقاب أليم ( للكفار المكذبين المعادين لرسل الله وقيل لذو مغفرة للأنبياء وذو عقاب لأعدائهم
فصلت :( ٤٤ ) ولو جعلناه قرآنا.....
) ولو جعلناه قرآنا أعجميا ( أى لو جعلنا هذا القرآن الذى تقرؤه على الناس بغير لغة العرب ) لقالوا لولا فصلت آياته ( أى بينت بلغتنا فإننا عرب لا نفهم لغة العجم والاستفهام فى قوله ) أأعجمي وعربي ( للإنكار وهو من جملة قول المشركين أى لقالوا أكلام أعجمى ورسول عربى والأعجمى الذى لا يفصح سواء كان من العرب أو من العجم والأعجم ضد الفصيح وهو الذى لا يبين كلامه ويقال للحيوان غير الناطق أعجم قرأ أبو بكر وحمزة والكسائى ) أأعجمي ( بهمزتين محققتين وقرأ الحسن وأبو العالية ونصر بن عاصم وهشام بهمزة واحدة على الخبر وقرأ الباقون بتسهيل الثانية بين بين وقيل المراد هلا فصلت آياته فجعل بعضها أعجميا لإفهام العجم وبعضها عربيا لإفهام العرب ثم أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) أن يجيبهم فقال ) قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ( أى يهتدون به إلى الحق ويشتفون به من كل شك وشبهة ومن الأسقام والآلام ؟ والذين لا يومنون فى آذانهم وقر ؟ أى صمم عن سماعه وفهم معانيه ولهذا تواصوا باللغو فيه ) وهو عليهم عمى ( قال قتادة عموا عن