"""""" صفحة رقم ٥٣١ """"""
من التفرق والشك أو فلأجل أنه شرع من الدين ما شرع فادع واستقم أي فأدع إلى الله وإلى توحيده واستقم على ما دعوت إليه قال الفراء والزجاج المعنى فإلى ذلك فادع كما تقول دعوت إلى فلان ولفلان وذلك إشارة إلى ما وصى به الأنبياء من التوحيد وقيل في الكلام تقديم وتأخير والمعنى كبر على المشركين ما ندعوهم إليه فلذلك فادع قال قتادة استقم على أمر الله وقال سفيان استقم على القران وقال الضحاك استقم على تبليغ الرسالة ) كما أمرت ( بذلك من جهة الله ولا تتبع أهواءهم الباطلة وتعصباتهم الزائغة ولا تنظر إلى خلاف من خالفك في ذكر الله وقل امنت بما أنزل الله من كتاب أي بجميع الكتب التي أنزلها الله على رسله لا كالذين امنوا ببعض منها وكفروا ببعض ) وأمرت لأعدل بينكم ( في أحكام الله إذا ترافعتم إلى ولا أحيف عليكم بزيادة على ما شرعه الله أو بنقصان منه وأبلغ إليكم ما أمرني الله بتبليغه كما هو واللام لام كى أي أمرت بذلك الذي أمرت به لكي أعدل بينكم وقيل هي زائدة والمعنى أمرت أن أعدل والأول أولى قال أبو العالية أمرت لأسوي بينكم في الدين فأومن بكل كتاب وبكل رسول والظاهر أن الاية عامة في كل شيء والمعنى أمرت لأعدل بينكم في كل شيء ) الله ربنا وربكم ( أي إلهنا وإلهكم وخالقنا وخالقكم ) لنا أعمالنا ( أي ثوابها وعقابها خاص بنا ) ولكم أعمالكم ( أي ثوابها وعقابها خاص بكم ) لا حجة بيننا وبينكم ( أي لا خصومة بيننا وبينكم لأن الحق قد ظهر ووضح ) الله يجمع بيننا ( في المحشر ) وإليه المصير ( أي المرجع يوم القيامة فيجازى كلا بعمله وهذا منسوخ باية السيف قيل الخطاب لليهود وقيل للكفار على العموم
الشورى :( ١٦ ) والذين يحاجون في.....
) والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له ( أي يخاصمون في دين الله من بعد ما استجاب الناس له ودخلوا فيه قال مجاهد من بعد ما أسلم الناس قال وهؤلاء قوم توهموا أن الجاهلية تعود وقال قتادة هم اليهود والنصارى ومحاجتهم قولهم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم وكانوا يرون لأنفسهم الفضيلة بأنهم أهل كتاب وأنهم أولاد الأنبياء وكان المشركون يقولون أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا فنزلت هذه الاية والموصول مبتدأ وخبره الجملة بعده وهي ) حجتهم داحضة عند ربهم ( أي لا ثبات لها كالشىء الذي يزول عن موضعه يقال دحضت حجته دحوضا بطلت والإدحاض الإزلاق ومكان دحض أي زلق ودحضت رجله زلقت وقيل الضمير في له راجع إلى الله وقيل راجع إلى محمد صلى الله عليه واله وسلم والأول أولى ) وعليهم غضب ( أي غضب عظيم من الله لمجادلتهم بالباطل ) ولهم عذاب شديد ( في الاخرة
الشورى :( ١٧ ) الله الذي أنزل.....
) الله الذي أنزل الكتاب بالحق ( المراد بالكتاب الجنس فيشمل جميع الكتب المنزلة على الرسل وقيل المراد به القران خاصة وبالحق متعلق بمحذوف أي ملتبسا بالحق وهو الصدق و المراد ب ) الميزان ( العدل كذا قال أكثر المفسرين قالوا وسمى العدل ميزانا لأن الميزان اله الإنصاف والتسوية بين الخلق وقيل الميزان ما بين في الكتب المنزلة مما يجب على كل إنسان أن يعمل به وقيل هو الجزاء على الطاعة بالثواب وعلى المعصية بالعقاب وقيل إنه الميزان نفسه أنزله الله من السماء وعلم العباد الوزن به لئلا يكون بينهم تظالم وتباخس كما في قوله ) لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ( وقيل هو محمد صلى الله ليه واله وسلم ) وما يدريك لعل الساعة قريب ( أي أي شيء يجعلك داريا بها عالا بوقتها لعلها شيء قريب أو قريب مجيئها أو ذات قرب وقال قريب ولم يقل قريبة لأن تأنيثها غير حقيقي قال الزجاج المعنى لعل البعث أو لعل مجىء الساعة قريب وقال الكسائي قريب نعت ينعت به المؤنث والمذكر كما في قوله ) إن رحمة الله قريب من المحسنين ( ومنه قول الشاعر وكنا قريبا والديار بعيدة
فلما وصلنا نصب أعينهم غبنا