"""""" صفحة رقم ٥٣٨ """"""
الشورى :( ٢٩ ) ومن آياته خلق.....
ذكر سبحانه بعض اياته الدالة على كمال قدرته الموجبة لتوحيده وصدق ما وعد به من البعث فقال ) ومن آياته خلق السماوات والأرض ( أي خلقهما على هذه الكيفية العجيبة والصنعة الغريبة ) وما بث فيهما من دابة ( يجوز عطفه على خلق ويجوز عطفه على السموات والدابة اسم لكل ما دب قال الفراء أراد ما بث في الأرض دون السماء كقوله ) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ( وإنما يخرج من الملح دون العذب وقال أبو علي الفارسي تقديره وما بث في أحدهما فحذف المضاف قال مجاهد يدخل في هذا الملائكة والناس وقد قال تعالى ) ويخلق ما لا تعلمون ( وهو على جمعهم أي حشرهم يوم القيامة إذ يشاء قدير الظرف متعلق بجمعهم لا بقدير قال أبو البقاء لأن ذلك يؤدي وهو على جمعهم قدير إذا يشاء فتتعلق القدرة بالمشيئة وهو محال قال شهاب الدين ولا أدري ما وجه كونه محالا على مذهب أهل السنة فإن كان يقول بقول المعتزلة وهو أن القدرة تتعلق بما لم يشأ الله مشى كلامه ولكنه مذهب ردىء لا يجوز اعتقاده
الشورى :( ٣٠ ) وما أصابكم من.....
) وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ( أي ما أصابكم من المصائب كائنة ما كانت فبسبب ما كسبت أيديكم من المعاصى قرأ نافع وابن عامر بما كسبت بغير فاء وقرأ الباقون بالفاء وما في وما أصابكم هي الشرطية ولهذا دخلت الفاء في جوابها على قراءة الجمهور ولا يجوز حذفها عند سيبويه والجمهور وجوز الأخفش الحذف كما في قوله وإن أطعتموهم إنكم لمشركون وقول الشاعر من يفعل الحسنات الله يشكرها
والشر بالشر عند الله مثلان
وقيل هي الموصولة فيكون الحذف والإثبات جائزين والأول أولى قال الزجاج إثبات الفاء أجود لأن الفاء مجازاة جواب الشرط ومن حذف الفاء فعلى أن ) ما ( في معنى الذي والمعنى الذي أصابكم وقع بما كسبت أيديكم قال الحسن المصيبة هنا الحدود على المعاصى والأولى الحمل على العموم كما يفيده وقوع النكرة في


الصفحة التالية
Icon