"""""" صفحة رقم ٥٤٠ """"""
فإن يهلك أبو قابوس يهلك
ربيع الناس والشهر الحرام
ونأخذ بعده بذناب عيش
أجب الظهر ليس له سنام
الشورى :( ٣٥ ) ويعلم الذين يجادلون.....
بنصب ونأخذ ) ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص ( قرأ الجمهور بنصب يعلم قال الزجاج على الصرف قال ومعنى الصرف صرف العطف على اللفظ إلى العطف على المعنى قال وذلك أنه لما لم يحسن عطف ويعلم مجزوما على ما قبله إذ يكون المعنى إن يشأ يعلم عدل إلى العطف على مصدر الفعل الذي قبله ولا يتأتى ذلك إلا بإضمار أن لتكون مع الفعل في تأويل أسم ومن هذا بيتا النابغة المذكوران قريبا وكما قال الزجاج قال المبرد وأبو على الفارسي واعترض على هذا الوجه بما لا طائل تحته وقيل النصب على العطف على تعليل محذوف والتقدير لينتقم منهم ويعلم واعترضه أبو حيان بأنه ترتب على الشرط إهلاك قوم ونجاة قوم فلا يحسن تقدير لينتقم منهم وقرأ نافع وابن عامر برفع يعلم على الاستئناف وهي قراءة ظاهرة المعنى واضحة اللفظ وقرىء بالجزم عطفا على المجزوم قبله على معنى وإن يشأ يجمع بين الإهلاك والنجاة والتحذير ومعنى ) ما لهم من محيص ( ما لهم من فرار ولا مهرب قاله قطرب وقال السدى ما له من ملجأ وهو مأخوذ من قولهم حاص به البعير حيصة إذا رمى به ومنه قولهم فلان يحيص عن الحق أي يميل عنه
الشورى :( ٣٦ ) فما أوتيتم من.....
) فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا ( لما ذكر سبحانه دلائل التوحيد ذكر التنفير عن الدنيا أي ما أعطيتم من الغنى والسعة في الرزق فإنما هو متاع قليل في أيام قليلة ينقضي ويذهب ثم رغبهم في ثواب الاخرة وما عند الله من النعيم المقيم فقال ) وما عند الله خير وأبقى ( أي ما عند الله من ثواب الطاعات والجزاء عليها بالجنات خير من متاع الدنيا وأبقى لأنه دائم لا ينقطع ومتاع الدنيا ينقطع بسرعة ثم بين سبحانه لمن هذا فقال ) للذين آمنوا ( أي صدقوا وعملوا على ما يوجبه الإيمان ) وعلى ربهم يتوكلون ( أي يفوضون إليه أمورهم ويعتمدون عليه في كل شؤونهم لا على غيره
الشورى :( ٣٧ ) والذين يجتنبون كبائر.....
) والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ( الموصول في محل جر معطوف على الذين امنوا أو بدلا منه أو في محل نصب بإضمار أعنى والأول أولى والمعنى أن ما عند الله خير وأبقى للذين امنوا وللذين يجتنبون والمراد بكبائر الإثم الكبائر من الذنوب وقد قدمنا تحقيقها في سورة النساء قرأ الجمهور كبائر بالجمع وقرأ حمزة والكسائي كبير بالإفراد وهو يفيد مفاد الكبائر لأن الإضافة للجنس كاللام والفواحش هي من الكبائر ولكنها مع وصف كونها فاحشة كأنها فوقها وذلك كالقتل والزنا ونحو ذلك وقال مقاتل الفواحش موجبات الحدود وقال السدي هي الزنا ) وإذا ما غضبوا هم يغفرون ( أي يتجاوزون عن الذنب الذي أغضبهم ويكظمون الغيظ ويحملون على من ظلمهم وخص الغضب بالغفران لأن استيلاءه على طبع الإنسان وغلبته عليه شديدة فلا يغفر عند سورة الغصب إلا من شرح الله صدره وخصه بمزية الحلم ولهذا أثنى الله سبحانه عليهم بقوله في ال عمران ) والكاظمين الغيظ ( قال ابن زيد جعل الله المؤمنين صنفين صنفا يعفون عن ظالمهم فبدأ بذكرهم وصنفا ينتصرون من ظالمهم وهم الذين سيأتي ذكرهم
الشورى :( ٣٨ ) والذين استجابوا لربهم.....
) والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ( أي أجابوه إلى ما دعاهم إليه وأقاموا ما أوجبه عليهم من فريضة الصلاة قال ابن زيد هم الأنصار بالمدينة استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين أنفذ إليهم اثنى عشر نقيبا منهم قبل الهجرة وأقاموا الصلاة لمواقيتها بشروطها وهيئاتها ) وأمرهم شورى بينهم ( أي يتشاورون فيما بينهم ولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي والشورى مصدر شاورته مثل البشرى والذكرى قال الضحاك هو تشاورهم حين سمعوا بظهور رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وورود النقباء إليهم حين اجتمع رأيهم في دار


الصفحة التالية
Icon