"""""" صفحة رقم ٥٤٤ """"""
ان يكون من كلام الله سبحانه أي هم في عذاب دائم لا ينقطع
الشورى :( ٤٦ ) وما كان لهم.....
) وما كان لهم من أولياء ينصرونهم من دون الله ( أي لم يكن لهم أعوان يدفعون عنهم العذاب وأنصار ينصرونهم في ذلك الموطن من دون الله بل هو المتصرف سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ) ومن يضلل الله فما له من سبيل ( أي من طريق يسلكها إلى النجاة
الشورى :( ٤٧ ) استجيبوا لربكم من.....
ثم أمر سبحانه عباده بالاستجابة له وحذرهم فقال ) استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ( أي استجيبوا دعوته لكم إلى الإيمان به وبكتبه ورسله من قبل أن يأتي يوم لا يقدر أحد على رده ودفعه على معنى من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد أو لا يرده الله بعد أن حكم به على عباده ووعدهم به والمراد به يوم القيامة أو يوم الموت ) ما لكم من ملجأ يومئذ ( تلجئون إليه ) وما لكم من نكير ( أي إنكار والمعنى ما لكم من إنكار يومئذ بل تعترفون بذنوبكم وقال مجاهد ) وما لكم من نكير ( أي ناصر ينصركم وقيل النكير بمعنى المنكر كالأليم بمعنى المؤلم أي لا تجدون يومئذ منكرا لما ينزل بكم من العذاب قاله الكلبي وغيره والأول أولى قال الزجاج معناه أنهم لا يقدرون أن ينكروا الذنوب التي يوقفون عليها
الشورى :( ٤٨ ) فإن أعرضوا فما.....
) فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا ( أي حافظا تحفظ أعمالهم حتى تحاسبهم عليها ولا موكلا بهم رقيبا عليهم ) إن عليك إلا البلاغ ( أي ما عليك إلا البلاغ لما أمرت بإبلاغه وليس عليك غير ذلك وهذا منسوخ باية السيف ) وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها ( أي إذا أعطيناه رخاء وصحة وغنى فرح بها بكرا والمراد بالإنسان الجنس ولهذا قال وإن تصبهم سيئة أي بلاء وشدة ومرض بما قدمت أيديهم من الذنوب فإن الإنسان كفور أي كثير الكفر لما أنعم به عليه من نعمه غير شكور له عليها وهذا باعتبار غالب جنس الإنسان
الشورى :( ٤٩ ) لله ملك السماوات.....
ثم ذكر سبحانه سعة ملك ونفاذ تصرفه فقال ) لله ملك السماوات والأرض ( أي له التصرف فيهما بما يريد لا مانع لما أعطى و لا معطى لما منع ) يخلق ما يشاء ( من الخلق ) يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ( قال مجاهد والحسن والضحاك وأبو مالك وأبو عبيدة يهب لمن يشاء إناثا لا ذكور معهن ويهب لمن يشاء ذكورا لا إناث معهم قيل وتعريف الذكور بالألف واللام للدلالة على شرفهم على الإناث ويمكن أن يقال إن التقديم للإناث قد عارض ذلك فلا دلالة في الاية على المفاضلة بل هي مسوقة لمعنى اخر وقد دل على شرف الذكور قوله سبحانه ) الرجال قوامون على النساء بما فضل الله ( وغير ذلك من الأدلة الدالة على شرف الذكور على الإناث وقيل تقديم الإناث لكثرتهن بالنسبة إلى الذكور وقيل لتطييب قلوب ابائهن وقيل لغير ذلك مما لا حاجة إلى التطويل بذكره
الشورى :( ٥٠ ) أو يزوجهم ذكرانا.....
) أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ( أي يقرن بين الإناث والذكور ويجعلهم أزواجا فيهبهما جميعا لبعض خلقه قال مجاهد هو أن تلد المرأة غلاما ثم تلد جارية ثم تلد غلاما ثم تلد جارية وقال محمد ابن الحنفية هو أن تلد توءما غلاما وجارية وقال القتيبي التزويج هنا هو الجمع بين البنين والبنات تقول العرب زوجت إبلى إذا جمعت بين الصغار والكبار ومعنى الاية أوضح من أن يختلف في مثله فإنه سبحانه أخبر أنه يهب لبعض خلقه إناثا ويهب لبعض ذكورا ويجمع لبعض بين الذكور والإناث ) ويجعل من يشاء عقيما ( لا يولد له ذكر ولا أنثى والعقيم الذي لا يولد له يقال رجل عقيم وامرأة عقيم وعقمت المرأة تعقم عقما وأصله القطع ويقال نساء عقم ومنه قول الشاعر عقم النساء فما يلدن شبيهه
إن النساء بمثله عقم
) إنه عليم قدير ( أي بليغ العلم عظيم القدرة
الشورى :( ٥١ ) وما كان لبشر.....
) وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ( أي ما صح لفرد من أفراد البشر أن يكلمه الله بوجه من الوجوه إلا بأن يوحى إليه فيلهمه ويقذف ذلك في قلبه قال مجاهد نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما منه كما أوحى إلى أم موسى وإلى إبراهيم في ذبح ولده ) أو من وراء حجاب ( كما كلم موسى


الصفحة التالية
Icon