"""""" صفحة رقم ٥٤٧ """"""
الزخرف :( ١ - ٢ ) حم
قوله حم والكتاب المبين الكلام ها هنا في الإعراب كالكلام الذي قدمناه في يس والقران الحكيم فإن جعلت حم قسما كانت الواو عاطفة وإن لم تجعل قسما فالواو للقسم
الزخرف :( ٣ ) إنا جعلناه قرآنا.....
وجواب القسم ) إنا جعلناه ( وقال ابن الأنباري من جعل جواب والكتاب حم كما تقول نزل والله وجب والله وقف على الكتاب المبين ومعنى جعلناه أي سميناه ووصفناه ولذلك تعدى إلى مفعولين وقال السدي المعنى أنزلناه ) قرآنا ( وقال مجاهد قلناه وقال سفيان الثوري بيناه عربيا وكذا قال الزجاج أي أنزل بلسان العرب لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه وقال مقاتل لأن لسان أهل الجنة عربي ) لعلكم تعقلون ( أي جعلنا ذلك الكتاب قرانا عربيا لكي تفهموه وتتعقلوا معانيه وتحيطوا بما فيه قال ابن زيد لعلكم تتفكرون
الزخرف :( ٤ ) وإنه في أم.....
) وإنه في أم الكتاب ( أي وإن القران في اللوح المحفوظ لدينا أي عندنا لعلى حكيم رفيع القدر محكم النظم لا يوجد فيه اختلاف ولا تناقض والجملة عطف على الجملة المقسم بها داخلة تحت معنى القسم أو مستأنفة مقررة لما قبلها قال الزجاج أم الكتاب أصل الكتاب وأصل كل شيء أمه والقران مثبت عند الله في اللوح المحفوظ كما قال بل هو قران مجيد في لوح محفوظ وقال ابن جريج المراد بقوله وإنه أعمال الخلق من إيمان وكفر وطاعة ومعصية قال قتادة أخبر عن منزلته وشرفه وفضله أي إن كذبتم به يا أهل مكة فإنه عندنا شريف رفيع محكم من الباطل
الزخرف :( ٥ ) أفنضرب عنكم الذكر.....
) أفنضرب عنكم الذكر صفحا ( يقال ضربت عنه وأضربت عنه إذا تركته وأمسكت عنه كذا قال الفراء والزجاج وغيرهما وانتصاب صفحا على المصدرية وقيل على الحال على معنى أفنضرب عنكم الذكر صافحين والصفح مصدر قولهم صفحت عنه إذا أعرضت عنه وذلك أنك توليه صفحة وجهك وعنقك والمراد بالذكر هنا القران والاستفهام للإنكار والتوبيخ قال الكسائي المعنى أفنضرب عنكم الذكر طيا فلا توعظون ولا تؤمرون وقال مجاهد وأبو صالح والسدى أفنضرب عنكم العذاب ولا نعاقبكم على إسرافكم وكفركم وقال قتادة المعنى أفنهلككم ولا نأمركم ولا ننهاكم وروى عنه أنه قال المعنى أفنمسك عن إنزال القران من قبل أنكم لا تؤمنون به وقيل الذكر التذكير كأنه قال أنترك تذكيركم ) أن كنتم قوما مسرفين ( قرأ نافع وحمزة والكسائي إن كنتم بكسر إن على أنها الشرطية والجزاء محذوف لدلالة ما قبله عليه وقرأ الباقون بفتحها على التعليل أي لأن كنتم قوما منهمكين في الإسراف مصرين عليه واختار أبو عبيد قراءة الفتح
الزخرف :( ٦ ) وكم أرسلنا من.....
ثم سلى سبحانه رسوله صلى الله عليه واله وسلم فقال ) وكم أرسلنا من نبي في الأولين ( كم هي الخبرية التي معناها التكثير