"""""" صفحة رقم ٥٥٤ """"""
والمعنى أنه لو كان قرانا لنزل على رجل عظيم من عظماء القريتين
الزخرف :( ٣٢ ) أهم يقسمون رحمة.....
فأجاب الله سبحانه عنهم بقوله ) أهم يقسمون رحمة ربك ( يعني النبوة أو ماهو أعم منها والاستفهام للأنكار ثم بين أنه سبحانه هو الذي قسم بينهم ما يعيشون به من أمور الدنيا فقال ) نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ( ولم نفوض ذلك إليهم وليس لأحد من العباد أن يتحكم في شيء بل الحكم لله وحده وإذا كان الله سبحانه هو الذي قسم بينهم أرزاقهم ورفع درجات بعضهم على بعض فكيف لا يقنعون بقسمته في أمر النبوة وتفويضها إلى من يشاء من خلقه قال مقاتل يقول أبأيديهم مفاتيح الرسالة فيضعونها حيث شاءوا قرأ الجمهور معيشتهم بالإفراد وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن معايشهم بالجمع و معنى رفعنا بعضهم فوق بعض درجات أنه فاضل بينهم فجعل بعضهم أفضل من بعض في الدنيا بالرزق والرياسة والقوة والحرية والعقل والعلم ثم ذكر العلة لرفع درجات بعضهم على بعض فقال ليتخذ بعضهم بعضا سخريا أي ليستخدم بعضهم بعضا فيستخدم الغني الفقير والرئيس المرءوس والقوي الضعيف والحر العبد والعاقل من هو دونه في العقل والعالم الجاهل وهذا في غالب أحوال أهل الدنيا وبه تتم مصالحهم وينتظم معاشهم ويصل كل واحد منهم إلى مطلوبه فإن كل صناعة دنيوية يحسنها قوم دون اخرين فجعل البعض محتاجا إلى البعض لتحصل المواساة بينهم في متاع الدنيا ويحتاج هذا إلى هذا ويصنع هذا لهذا ويعطى هذا هذا قال السدي وابن زيد سخرنا خولنا وخدما يسخر الأغنياء الفقراء فيكون بعضهم سببا لمعاش بعض وقال قتادة والضحاك ليملك بعضهم بعضا وقيل هو من السخرية التي بمعنى الاستهزاء وهذا وإن كان مطابقا للمعنى اللغوي ولكنه بعيد من معنى القران ومناف لما هو مقصود السياق ) ورحمة ربك خير مما يجمعون ( يعني بالرحمة ما أعده الله لعباده الصالحين في الدار الاخرة وقيل هي النبوة لأنها المراد بالرحمة المتقدمة في قوله أهم يقسمون رحمة ربك ولا مانع من أن يراد كل ما يطلق عليه اسم الرحمة إما شمولا أو بدلا ومعنى مما يجمعون ما يجمعونه من الأموال وسائر متاع الدنيا ث
الزخرف :( ٣٣ ) ولولا أن يكون.....
م بين سبحانه حقارة الدنيا عنده فقال ) ولولا أن يكون الناس أمة واحدة ( أي لولا أن يجتمعوا على الكفر ميلا إلى الدنيا وزخرفها ) لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ( جمع الضمير في بيوتهم وأفرده في يكفر باعتبار معنى من ولفظها ولبيوتهم بدل اشتمال من الموصول والسقف جمع سقف قرأ الجمهور بضم السين والقاف كرهن ورهن قال أبو عبيدة ولا ثالث لهما وقال الفراء وهو جمع سقيف نحو كثيب وكثب ورغيف ورغف وقيل هو جمع سقوف فيكون جمعا للجمع وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح السين وإسكان القاف على الإفراد ومعناه الجمع لكونه للجنس قال الحسن معنى الاية لولا أن يكفر الناس جميعا بسبب ميلهم إلى الدنيا وتركهم الاخرة لأعطيناهم في الدنيا ما وصفناه لهوان الدنيا عند الله وقال بهذا أكثر المفسرين وقال ابن زيد لولا أن يكون الناس أمة واحدة في طلب الدنيا واختيارهم لها على الاخرة وقال الكسائي المعنى لولا أن يكون في الكفار غنى وفقير وفي المسلمين مثل ذلك لأعطينا الكفار من الدنيا هذا لهوانها ) ومعارج عليها يظهرون ( المعارج الدرج جمع معراج والمعراج السلم قال الأخفش إن شئت جعلت الواحدة معرج ومعرج مثل مرقاة ومرقاة والمعنى فجعلنا لهم معارج من فضة عليها يظهرون أي على المعارج يرتقون ويصعدون يقال ظهرت على البيت أي علوت سطحه ومنه قول النابغة بلغنا السماء مجدا وفخرا وسوددا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
أي مصعدا
الزخرف :( ٣٤ ) ولبيوتهم أبوابا وسررا.....
) ولبيوتهم أبوابا وسررا ( أي وجعلنا لبيوتهم أبوابا من فضة وسررا من فضة عليها يتكئون أي على السرر وهو جمع سرير وقيل جمع أسرة فيكون للجمع والاتكاء والتوكؤ التحامل على الشيء