"""""" صفحة رقم ٥٦١ """"""
الزخرف :( ٥٧ ) ولما ضرب ابن.....
لما قال سبحانه واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون تعلق المشركون بزمر عيسى وقالوا مايريد محمد إلا أن تتخذه إلها كما اتخذت النصارى عيسى ابن مريم فأنزل الله ) ولما ضرب ابن مريم مثلا ( كذا قال قتادة ومجاهد وقال الواحدى أكثر المفسرين على أن هذه الآية نزلت فى مجادلة ابن الزبعرى مع النبى ( ﷺ ) لما نزل قوله تعالى ) إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم ( فقال ابن الزبعرى خصمتك ورب الكعبة أليست النصارى يعبدون المسيح واليهود عزيرا وبنو مليح الملائكة ففرح بذلك من قوله فأنزل الله ) إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ( ونزلت هذه الآية المذكورة هنا وقد مضى هذا فى سورة الأنبياء ولايخفاك أن ما قاله ابن الزبعرى مندفع من أصله وباطل برمته فإن الله سبحانه قال ) إنكم وما تعبدون ( ولم يقل ومن تعبدون حتى يدخل فى ذلك العقلاء كالمسيح وعزير والملائكة ) إذا قومك منه يصدون ( أى إذا قومك يا محمد من ذلك المثل المضروب يصدون أى يضجون ويصيحون فرحا بذلك المثل المضروب والمراد بقومه هنا كفار قريش قرأ الجمهور ) يصدون ( بكسر الصاد وقرأ نافع وابن عامر والكسائى بضمها قال الكسائي والفراء والزجاج والأخفش هما لغتان ومعناهما يضجون قال الجوهرى صد يصد صديدا أى ضج وقيل إنه بالضم الإعراض وبالكسر من الضجيج قاله قطرب قال أبو عبيد لو كانت من الصدود عن الحق لقال إذا قومك عنه يصدون وقال الفراء هما سواء منه وعنه وقال أبو أبو عبيدة من ضم فمعناه يعدلون ومن كسر فمعناه يضجون
الزخرف :( ٥٨ ) وقالوا أآلهتنا خير.....
) وقالوا أآلهتنا خير أم هو ( أىءآلهتنا خير أم المسيح قال السدى وابن زيد خاصموه وقالوا إن كان كل من عبد غير الله فى النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة وقال قتادة يعنون محمدا أىءآلهتنا خير أم محمد ويقوى هذا قراءة ابن مسعود ءآلهتنا خير أم هذا قرأ الجمهور بتسهيل الهمزة الثانية بين بين وقرأ الكوفيون ويعقوب بتحقيقها ) ما ضربوه لك إلا جدلا ( أى ماضربوا لك هذا المثل فى عيسى إلا ليجادلوك على أن جدلا منتصب علي العلة أو مجادلين على أنه مصدر فى موضع الحال وقرأ ابن مقسم جدالا ) بل هم قوم خصمون ( أى شديدو الخصومة كثيرو اللدد عظيموا الجدل
الزخرف :( ٥٩ ) إن هو إلا.....
ثم بين سبحانه أن عيسى ليس برب وإنما هو عبد من عباده اختصه بنبوته فقال ) إن هو إلا عبد أنعمنا عليه ( بما أكرمناه به ) وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ( أى آية وعبرة لهم يعرفون به


الصفحة التالية
Icon