"""""" صفحة رقم ٥٦٦ """"""
مالك والأول أظهر والمعنى إنا أرسلنا إليكم الرسل وأنزلنا عليهم الكتب فدعوكم فلم تقبلوا ولم تصدقوا وهو معنى قوله ) ولكن أكثركم للحق كارهون ( لايقبلونه والمراد بالحق كل ما أمر الله به على ألسن رسله وأنزله فى كتبه وقيل هو خاص بالقرآن قيل ومعنى أكثركم كلكم وقيل أراد الرؤساء والقادة ومن عداهم أتباع لهم
الزخرف :( ٧٩ ) أم أبرموا أمرا.....
) أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون ( أم هى المنقطعة التي بمعنى بل والهمزة أى بل أبرموا أمرا وفى ذلك انتقال من توجع أهل النار إلى حكاية مايقع من هؤلاء والإبرام الإتقان والإحكام يقال أبرمت الشىء أحكمته وأتقنته وأبرم الحبل إذا أحكم فتله والمعنى بل أحكموا كيدا للنبى ( ﷺ ) فإنا محكمون لهم كيدا قاله مجاهد وقتادة وابن زيد ومثل هذا قوله تعالى ) أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ( وقيل المعنى أم قضوا أمرا فإنا قاضون عليهم أمرنا بالعذاب قاله الكلبى
الزخرف :( ٨٠ ) أم يحسبون أنا.....
) أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم ( أي بل أيحسبون أنا لانسمع مايسرون به فى أنفسهم أو ما يتحادثون به سرا فى مكان خال وما يتناجون به فيما بينهم ) بلى ( نسمع ذلك ونعمل به ) ورسلنا لديهم يكتبون ( أى الحفظة عندهم يكتبون جميع مايصدر عنهم من قول أو فعل والجملة فى محل نصب على الحال أو معطوفة علي الجملة التى تدل عليها بلى
الزخرف :( ٨١ ) قل إن كان.....
ثم أمر الله سبحانه رسوله ( ﷺ ) أن يقول للكفار قولا يلزمهم به الحجة ويقطع مايوردونه من الشبه فقال ) قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ( أى إن كان له ولد فى قولكم وعلى زعمكم فأنا أول من عبد الله وحده لأن من عبد الله وحده فقد دفع أن يكون له ولد كذا قال ابن قتيبة وقال الحسن والسدى إن المعنى ما كان للرحمن ولد ويكون قوله ) فأنا أول العابدين ( ابتداء كلام وقيل المعنى قل يا محمد إن ثبت لله ولد فأنا أول من يعبد هذا الولد الذي تزعمون ثبوته ولكنه يستحيل أن يكون له ولد وفيه نفى للولد على أبلغ وجه وأتم عباره وأحسن أسلوب وهذا هو الظاهر من النظم القرآنى ومن هذا القبيل قوله تعالى ) وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ( ومثل هذا قول الرجل لمن يناظره إن ثبت ما تقوله بالدليل فأنا أول من يعتقده ويقول به فتكون إن فى إن كان شرطية ورجح هذا ابن جرير وغيره وقيل معنى العابدين الانفين من العبادة وهو تكلف لا ملجىء إليه ولكنه قرأ أبو عبد الرحمن اليمانى ؟ العبدين ؟ بغير ألف يقال عبد يعبد عبدا بالتحريك إذا أنف وغضب فهو عبد والاسم العبدة مثل الأنفة ولعل الحامل لمن قرأ هذه القراءة الشاذة البعيدة هواستبعاد معنى ) فأنا أول العابدين ( وليس بمستبعد ولا مستنكر وقد حكى الجوهرى عن أبي عمرو فى قوله ) فأنا أول العابدين ( أنه من الأنف والغضب وحكاه الماوردى عن الكسائى والقتيبى وبه قال الفراء وكذا قال ابن الأعرابى إن معنى العابدين الغضاب الانفين وقال أبو عبيدة معناه الجاحدين وحكى عبدنى حقى أى جحدنى وقد أنشدوا على هذا المعنى الذى قالوه قول الفرزدق أولئك أحلاسى فجئنى بمثلهم وأعبد أن أهجوا كليبا بدارم
وقوله أيضا
أولاك أناس لو هجونى هجوتهم وأعبد أن يهجى كليب بدارم
ولاشك أن عبد وأعبد بمعنى أنف أو غضب ثابت فى لغة العرب وكفى بنقل هؤلاء الأئمة حجة ولكن جعل ما فى القرآن من هذا من التكلف الذى لا ملجىء إليه ومن التعسف الواضح وقد رد ابن عرفة ماقالوه فقال إنما يقال عبد يعبد فهو عبد وقل ما يقال عابد والقرآن لا يأتى بالقليل من اللغة ولا الشاذ قرأ الجمهور ولد بالإفراد وقرأ أهل الكوفة إلا عاصما ولد بضم الواو وسكون
الزخرف :( ٨٢ ) سبحان رب السماوات.....
اللام ) سبحان رب السماوات والأرض رب العرش عما يصفون ( أى تنزيها له وتقديسا عما يقولون من الكذب بأن له ولدا ويفترون عليه سبحانه مالا يليق بجنابه


الصفحة التالية
Icon