"""""" صفحة رقم ٥٧٨ """"""
الدخان :( ٣٨ ) وما خلقنا السماوات.....
قوله ) وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما ( أى بين جنسى السماء والأرض ) لاعبين ( أى لغير غرض صحيح قال مقاتل لم نخلقهما عابثين لغير شىء وقال الكلبى لاهين وقيل غافلين قرأ الجمهور ) وما بينهما ( وقرأ عمرو بن عبيد وما بينهن لأن السموات والأرض جمع وانتصاب لاعبين على الحال
الدخان :( ٣٩ ) ما خلقناهما إلا.....
) ما خلقناهما ( أى وما بينهما ) إلا بالحق ( أى إلا بالأمر الحق والاستثناء مفرغ من أعم الأحوال وقال الكلبى إلا للحق وكذا قال الحسن وقيل إلا لإقامة الحق وإظهاره ) ولكن أكثرهم لا يعلمون ( أن الأمر كذلك وهم المشركون
الدخان :( ٤٠ ) إن يوم الفصل.....
) إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ( أى إن يوم القيامة الذى يفصل فيه الحق عن الباطل ميقاتهم أى الوقت المجعول لتمييز المحسن من المسىء والمحق منن المبطل أجمعين لايخرج عنهم أحد من ذلك وقد اتفق القراء على رفع ميقاتهم على أنه خبر إن واسمها يوم الفصل وأجاز الكسائى والفراء نصبه على أنه اسمها ويوم الفصل خبرها
الدخان :( ٤١ ) يوم لا يغني.....
ثم وصف سبحانه ذلك اليوم فقال ) يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ( يوم بدل من يوم الفصل أو منتصب بفعل مضمر يدل عليه الفصل أى يفصل بينهم يوم لايغنى ولايجوز أن يكون مفعولا للفصل لأنه قد وقع الفصل بينهما بأجنبى والمعنى أنه لاينفع فى ذلك اليوم قريب قريبا ولايدفع عنه شيئا ويطلق على الوالي المولى وهو القريب والناصر ) ولا هم ينصرون ( الضمير راجع إلى المولى باعتبار المعنى لأنه نكرة فى سياق النفى وهى من صيغ العموم أى ولا هم يمنعون من عذابه الله
الدخان :( ٤٢ ) إلا من رحم.....
) إلا من رحم الله ( قال الكسائى الاستثناء منقطع أى لكن من رحم الله وكذا قال الفراء وقيل هو متصل والمعنى لايعنى قريب عن قريب إلا المؤمنين فإنهم يؤذن لهم فى الشفاعة فيشفعون ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل من مولى الأول أو من الضمير فى ينصرون ) إنه هو العزيز الرحيم ( أى الغالب الذى لاينصر من أراد عذابه الرحيم لعباده المؤمنين
الدخان :( ٤٣ ) إن شجرة الزقوم
ثم لما وصف اليوم ذكر بعده وعيد الكفار فقال ) إن شجرة الزقوم )
الدخان :( ٤٤ ) طعام الأثيم
(طعام الأثيم ( شجرة الزقوم هى الشجرة التى خلقها الله فى جهنم وسماها الشجرة الملعونة فإذا جاع أهل النار التجئوا إليها فأكلوا منها وقد مضى الكلام على شجرة الزقوم فى سورة الصافات والأثيم الكثير الإثم قال فى الصحاح أثم الرجل بالكسر إثما ومأثما إذا وقع فى الأثم فهو آثم وأثيم وأثوم فمعنى طعام الأثيم ذى الإثم
الدخان :( ٤٥ ) كالمهل يغلي في.....
) كالمهل ( وهو دردى الزيت وعكر القطران وقيل هو النحاس المذاب وقيل كل مايذوب فى النار ) يغلي في البطون
الدخان :( ٤٦ ) كغلي الحميم
(كغلي الحميم ( قرأ الجمهور تغلى بالفوقية علي أن الفاعل ضمير يعود إلى الشجرة والجملة خبر ثان أو حال أو حبر مبتدأ محذوف أى تغلى غليا مثل غلى الحميم وهو الماء الشديد الحرارة وقرأ ابن كثير وحفص وابن محيصن وورش عن يعقوب يغلى بالتحتية على أن الفاعل ضمير يعود إلى الطعام وهو فى معنى الشجرة ولايصح أن يكون الضمير عائدا إلى المهل لأنه مشبه به وإنما يغلى ما يشبه بالمهل وقوله ) كغلي الحميم ( صفة مصدر محذوف أى غليا كغلى الحميم
الدخان :( ٤٧ ) خذوه فاعتلوه إلى.....
) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ( أى يقال للملائكة الذين هم خزنة النار خذوه أى الأثيم فاعتلوه العتل القود بالعنف يقال عتله يعتله إذا جره وذهب به إلي مكروه وقيل العتل أن يأخذ بتلابيب الرجل ومجامعه فيجره ومنه قول الشاعر يصف فرسا


الصفحة التالية
Icon