"""""" صفحة رقم ٦٥ """"""
أحب إليك أم الشقاوة وقيل ليس هذا من باب التفضيل وإنما هو كقولك عنده خير قال النحاس وهذا قول حسن كما قال أتهجوه ولست له بكفء
فشركما لخيركما الفداء
ثم قال سبحانه ) كانت لهم جزاء ومصيرا ( أى كانت تلك الجنة للمتقين جزاء على أعمالهم ومصيرا يصيرون إليه
الفرقان :( ١٦ ) لهم فيها ما.....
) لهم فيها ما يشاؤون ( أى مايشاءونه من النعيم وضروب الملاذ كما فى قوله ) ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ( وانتصاب خالدين على الحال وقد تقدم تحقيق معنى الخلود ) كان على ربك وعدا مسؤولا ( أى كان ما يشاءونه وقيل كان الخلود وقيل كان الوعد المدلول عليه بقوله وعد المتقون ومعنى الوعد المسئول الوعد المحقق بأن يسأل ويطلب كما فى قوله ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك وقيل إن الملائكة تسأل لهم الجنة كقوله وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم وقيل المراد به الوعد الواجب وإن لم يسأل
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن ابن عباس أن عتبة بن ربيعة وأبا سفيان بن حرب والنضر ابن الحارث وأبا البحترى والأسود بن عبد المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أبي أمية وأمية بن خلف والعاص بن وائل ونبيه بن الحجاج ومنبه بن الحجاج اجتموا فقال بعضهم لبعض ابعثوا إلى محمد وكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه فبعثوا إليه إن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال فجاءهم رسول الله ( ﷺ ) فقالوا يا محمد إنا بعثنا إليك لنعذر منك فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وإن كنت تطلب به الشرف فنحن نسودك وإن كنت تريد به ملكا ملكناك فقال رسول الله ( ﷺ ) ما بي مما تقولون ما جئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثنى إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرنى أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربى ونصحت لكم فإن تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بينى وبينكم قالوا يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك أو قالوا فإذا لم تفعل هذا فسل لنفسك وسل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله أن يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما نراك تبتغى فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش كما نلتمسه حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم فقال لهم رسول الله ( ﷺ ) ما أنا بفاعل ما أنا بالذى يسأل ربه هذا وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثنى بشيرا ونذيرا فأنزل الله في ذلك ) وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ( ) وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ( أى جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلى فلا يخالفون لفعلت وأخرج الفريابى وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم وابن مردويه عن خيثمة قال قيل للنبي ( ﷺ ) إن شئت أعطيناك من خزائن الأرض ومفاتيحها مالم يعط نبى قبلك ولا نعطها أحدا بعدك ولا نيقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وإن شئت جمعتها لك في الآخرة فقال اجمعوها لى فى الآخرة فأنزل الله سبحانه ) تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا ( وأخرج نحوه عنه ابن مردويه من طريق أخرى وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم من طريق خالد بن دريك عن رجل من الصحابة قال قال النبى صلى الله عليه


الصفحة التالية
Icon