"""""" صفحة رقم ٧٤ """"""
بأحسن نفسير فأحسن تفسيرا معطوف على الحق والاستثناء بقوله ) إلا جئناك ( مفرغ والجملة فى محل نصب على الحال أى لايأتونك بمثل إلا فى حال إيتائنا إياك ذلك
الفرقان :( ٣٤ ) الذين يحشرون على.....
ثم أوعد هؤلاء الجهلة وذمهم فقال ) الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم ( أى يحشرون كائنين على وجوهم والموصول مبتدأ وخبره أولئك أو هو خبر مبتدأ محذوف أى هم الذين ويجوز نصبه علي الذم ومعنى يحشرون على وجوهم يسحبون عليها إلى جهنم ) أولئك شر مكانا ( أى منزلا ومصيرا ) وأضل سبيلا ( وأخطا طريقا وذلك لأنهم قد صاروا في النار وقد تقدم تفسير مثل هذه الآية فى سورة سبحان وقد قيل إن هذا متصل بقوله أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج عبد بن حميد وابن أبى الدنيا وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم والحاكم عن ابن عباس فى قوله ) ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ( قال يجمع الله الخلق يوم القيامة فى صعيد واحد الجن والانس والبهائم والسباع والطير وجميع الخلق فتنشق السماء الدنيا فينزل أهلها وهم أكثر ممن فى الأرض من الجن والإنس وجميع الخلق فيحيطون بالجن والإنس وجميع الخلق فيقول أهل الأرض أفيكم ربنا فيقولون لا ثم تنشق السماء الثانية وذكر مثل ذلك ثم كذلك فى كل سماء إلى السماء السابعة وفى كل سماء أكثر من السماء التي قبلها ثم ينزل ربنا فى ظلل من الغمام وحوله الكروبيون وهم أكثر من أهل السموات السبع والإنس والجن وجميع الخلق لهم قرون ككعوب القثاء وهم تحت العرش لهم زجل بالتسبيح والتهليل والتقديس لله تعالى ما بين إخمص قدم أحدهم إلى كعبه مسيرة خمسمائة عام ومن ركبته إلى فخذه مسيرة خمسمائة عام ومن فخذه إلى ترقوته مسيرة خمسمائة عام وما فوق ذلك مسيرة خمسمائة عام وإسناده عند ابن جرير هكذا قال حدثنا القاسم حدثنا الحسين حدثنى الحجاج بن مبارك بن فضالة عن علي بن زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران أنه سمع ابن عباس فذكره وأخرجه ابن أبى حاتم باسناد هكذا قال حدثنا محمد بن عمار بن الحرث مأمول حدثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد به وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم فى الدلائل بسند قال السيوطى صحيح من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أن أبا معيط كان يجلس مع النبى ( ﷺ ) بمكة لايؤذيه وكان رجلا حليما وكان بقية قريش إذا جلسوا معه آذوه وكان لأبى معيط خليل غائب عنه بالشام فقالت قريش صبأ أبو معيط وقدم خليله من الشام ليلا فقال لامرأته مافعل محمد مما كان عليه فقالت أشد ما كان أمرا فقال ما فعل خليلى أبو معيط فقالت صبأ فبات بليلة سوء فلما أصبح أتاه أبو معيط فحياه فلم يرد عليه التحية فقال مالك لاترد على تحيتى فقال كيف أرد عليك تحيتك وقد صبوت قال أو قد فعلتها قريش قال نعم قال فما يبريء صدورهم إن أنا فعلته قال تأتيه فى مجلسه فتبزق فى وجهه وتشتمه بأخبث ما تعلم من الشتم ففعل فلم يرد رسول الله ( ﷺ ) على أن مسح وجهه من البزاق ثم ألتفت إليه فقال إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج فقال له أصحابه أخرج معنا قال وعدنى هذا الرجل إن وجدنى خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقى صبرا فقالوا لك جمل أحمر لايدرك فلو كانت الهزيمة طرت عليه فخرج معهم فلما هزم الله المشركين وحمل به جمله فى جدود من الأرض فأخذه رسول الله ( ﷺ ) أسيرا فى سبعين من قريش وقدم إليه أبو معيط فقال أتقتلنى من بين هؤلاء قال نعم بما بزقت فى وجهى فأنزل الله فى أبى معيط ) ويوم يعض الظالم على يديه ( إلي قوله ) وكان الشيطان للإنسان خذولا ( وأخرج أبو نعيم هذه القصة


الصفحة التالية
Icon