"""""" صفحة رقم ٩٠ """"""
أى أمناء قال القفال وعندى أن الإمام إذا ذهب به مذهب الاسم وحد كأنه قيل اجعلنا حجة للمتقين ومثله البينة يقال هؤلاء بينة فلان قال النيسابورى قيل فى الآية دلالة على أن الرياسة الدينية مما يجب أن تطلب ويرغب فيها والأقرب أنهم سألوا الله أن يبلغهم فى الطاعة المبلغ الذى يشار إليهم ويقتدى بهم
الفرقان :( ٧٥ ) أولئك يجزون الغرفة.....
والإشارة بقوله ) أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ( إلى المتصفين بتلك الصفات وهو مبتدأ وخبره ما بعده والجمل مستأنفة وقيل إن أولئك وما بعده خبر لقوله وعباد الرحمن كذا قال الزجاج والغرفة الدرجة الرفيعة وهى أعلى منازل الجنة وأفضلها وهى فى الأصل لكل بناء مرتفع والجمع غرف وقال الضحاك الغرفة الجنة والباء فى ) بما صبروا ( سببية وما مصدرية أى يجزون الغرفة بسبب صبرهم على مشاق التكليف ) ويلقون فيها تحية وسلاما ( قرأ أبو بكر والمفضل والأعمش ويحيى بن وثاب وحمزة والكسائي وخلف يلقون بفتح الياء وسكون اللام وتخفيف القاف واختار هذه القراءة الفراء قال لأن العرب تقول فلان يلقى بالسلام والتحية والخير وقل ما يقولون يلقى وقرأ الباقون بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم لقوله ) ولقاهم نضرة وسرورا ( والمعنى أنه يحى بعضهم بعضا ويرسل إليهم الرب سبحانه بالسلام قيل التحية البقاء الدائم والملك العظيم وقيل هى بمعنى السلام وقيل إن الملائكة تحييهم وتسلم عليهم والظاهر أن هذه التحية والسلام هى من الله سبحانه لهم ومن ذلك قوله سبحانه ) تحيتهم يوم يلقونه سلام ( وقيل معنى التحية الدعاء لهم بطول الحياة ومعنى السلام الدعاء لهم بالسلامة من الافات
الفرقان :( ٧٦ ) خالدين فيها حسنت.....
وانتصاب خالدين فيها على الحال أى مقيمين فيها من غير موت ) حسنت مستقرا ومقاما ( أى حسنت الغرفة مستقرا يستقرون فيه ومقاما يقيمون به وهذا فى مقابل ما تقدم من قوله ساءت مستقرا ومقاما
الفرقان :( ٧٧ ) قل ما يعبأ.....
) قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ( بين سبحانه أنه غنى عن طاعة الكل وإنما كلفهم لينتفعوا بالتكليف يقال ما عبأت بفلان أى ما باليت به ولا له عندى قدر وأصل يعبأ من العبء وهو الثقل قال الخليل ما أعبأ بفلان أى ما أصنع به كأنه يستقله ويستحقره ويدعى أن وجوده وعدمه سواء وكذا قال أبو عبيدة قال الزجاج ما يعبأ بكم ربى يريد أى وزن يكون لكم عنده والعبء الثقل وما استفهامية أو نافية وصرح الفراء بأنها استفهامية قال ابن الشجرى وحقيقة القول عندى أن موضع ما نصب والتقدير أى عبء يعبأ بكم أى أى مبالاة يبالى بكم لولا دعاؤكم أى لولا دعاؤكم إياه لتعبدوه وعلى هذا فالمصدر الذى هو الدعاء مضاف إلى مفعوله وهو اختيار الفراء وفاعله محذوف وجواب لولا محذوف تقديره لولا دعاؤكم لم يعبأ بكم ويؤيد هذا قوله ) وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ( والخطاب لجميع الناس ثم خص الكفار منهم فقال فقد كذبتم وقرأ ابن الزبير فقد كذب الكافرون وفى هذه القراءة دليل بين على أن الخطاب لجميع الناس وقيل إن المصدر مضاف إلى الفاعل أى لولا استغاثتكم إليه فى الشدائد وقيل المعنى ما يعبأ بكم أى بمغفرة ذنوبكم لولا دعاؤكم الآلهة معه وحكى ابن جني أن ابن عباس قرأ كقراءة ابن الزبير وحكى الزهراوى والنحاس أن ابن مسعود قرأ كقراءتهما وممن قال بأن الدعاء مضاف إلى الفاعل القتيبى والفارسي قالا والأصل لولا دعاؤكم آلهة من دونه وجواب لولا محذوف تقديره على هذا الوجه لولا دعاؤكم لم يعذبكم ويكون معنى فقد كذبتم على الوجه الأول فقد كذبتم بما دعيتم إليه وعلى الوجه الثاني فقد كذبتم بالتوحيد ثم قال سبحانه ) فسوف يكون لزاما ( أى فسوف يكون جزاء التكذيب لازما لكم وجمهور المفسرين على أن المراد باللزام هنا ما لزم المشركين يوم بدر وقالت طائفة هو عذاب الاخرة قال أبو عبيدة لزاما فيصلا أى فسوف يكون فيصلا بينكم وبين المؤمنين قال


الصفحة التالية
Icon