"""""" صفحة رقم ٩٦ """"""
أى رسالة قال أبو عبيدة أيضا ويجوز أن يكون الرسول بمعنى الاثنين والجمع تقول العرب هذا رسولي ووكيلي وهذان رسولى ووكيلى وهؤلاء رسولى ووكيلى ومنه قوله تعالى فإنهم عدو لى وقيل معناه إن كل واحد منا رسول رب العالمين وقيل إنهما لما كانا متعاضدين متساندين فى الرسالة كانا بمنزلة رسول واحد
الشعراء :( ١٧ ) أن أرسل معنا.....
وأن فى قوله ) أن أرسل معنا بني إسرائيل ( مفسرة لتضمن الإرسال المفهوم من الرسول معنى القول
الشعراء :( ١٨ ) قال ألم نربك.....
) قال ألم نربك فينا وليدا ( أى قال فرعون لموسى بعد أن أتياه وقالا له ما أمرهما الله به ومعنى فينا أى فى حجرنا ومنازلنا أراد بذلك المن عليه والاحتقار له أى ربيناك لدينا صغيرا ولم نقتلك فيمن قتلنا من الأطفال ) ولبثت فينا من عمرك سنين ( فمتى كان هذا الذى تدعيه قيل لبث فيهم ثمانى عشرة سنة وقيل ثلاثين سنة وقيل أربعين سنة
الشعراء :( ١٩ ) وفعلت فعلتك التي.....
ثم قرر بقتل القبطى فقال ) وفعلت فعلتك التي فعلت ( الفعلة بفتح الفاء المرة من الفعل وقرأ الشعبى فعلتك بكسر الفاء والفتح أولى لأنها للمرة الواحدة لا للنوع والمعنى أنه لما عدد عليه النعم ذكر له ذنوبه وأراد بالفعل قتل القبطى ثم قال ) وأنت من الكافرين ( أى من الكافرين للنعمة حيث قتلت رجلا من أصحابى وقيل المعنى من الكافرين بأن فرعون إله وقيل من الكافرين بالله فى زعمه لأنه كان معهم على دينهم والجملة في محل نصب على الحال
الشعراء :( ٢٠ ) قال فعلتها إذا.....
) قال فعلتها إذا وأنا من الضالين ( أى قال موسى مجيبا لفرعون فعلت هذه الفعلة التى ذكرت وهى قتل القبطى وأنا إذ ذاك من الضالين أى الجاهلين فنفى عليه السلام عن نفسه الكفر وأخبر أنه فعل ذلك علي الجهل قبل أن يأتيه العلم الذى علمه الله وقيل المعنى من الجاهلين أن تلك الوكزة تبلغ القتل وقال أبو عبيدة من الناسين
الشعراء :( ٢١ ) ففررت منكم لما.....
) ففررت منكم لما خفتكم ( أي خرجت من بينكم إلى مدين كما فى سورة القصص ) فوهب لي ربي حكما ( أى نبوة أو علما وفهما وقال الزجاج المراد بالحكم تعليمه التوارة التى فيها حكم الله ) وجعلني من المرسلين
الشعراء :( ٢٢ ) وتلك نعمة تمنها.....
وتلك نعمة تمنها علي أن عبدت بني إسرائيل ( قيل هذا الكلام من موسى على جهة الإقرار بالنعمة كأنه قال نعم تلك التربية نعمة تمن بها على ولكن لايدفع ذلك رسالتى وبهذا قال الفراء وابن جرير وقيل هو من موسى على جهة الإنكار أى أتمن على بأن ربيتنى وليدا وأنت قد استعبدت بنى إسرائيل وقتلتهم وهم قومى قال الزجاج المفسرون أخرجوا هذا على جهة الإنكار بأن يكون ما ذكر فرعون نعمة على موسى واللفظ لفظ خبر وفيه تبكيت للمخاطب على معنى أنك لو كنت لاتقتل أبناء بنى إسرائيل لكانت أمى مستغنية عن قذفى فى اليم فكأنك تمن على ما كان بلاؤك سببا له وذكر نحوه الأزهرى بأبسط منه وقال المبرد يقول التربية كانت بالسبب الذى ذكرت من التعبيد أى تربيتك إياى كانت لأجل التملك والقهر لقومى وقيل إن فى الكلام تقدير الاستفهام أى أو تلك نعمة قاله الأخفش وأنكره النحاس قال الفراء ومن قال إن الكلام إنكار قال معناه أو تلك نعمة ومعنى ) أن عبدت بني إسرائيل ( أن اتخذتهم عبيدا يقال عبدته وأعبدته بمعنى كذا قال الفراء ومحله الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف بدل من نعمة والجر بإضمار الباء والنصب بحذفها
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس ) فظلت أعناقهم لها خاضعين ( قال ذليلين وأخرج عبد الرزاق وعبد ابن حميد وابن المنذر وابن أبى حاتم عن قتادة ) ولهم علي ذنب ( قال قتل النفس وأخرج ابن جرير عن ابن عباس فى قوله ) وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين ( قال للنعمة إن فرعون لم يكن ليعلم ما الكفر وفى قوله ) فعلتها إذا وأنا من الضالين ( قال من الجاهلين وأخرج الفريابى وابن أبى شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبى حاتم عن مجاهد ) أن عبدت بني إسرائيل ( قال قهرتهم واستعملتهم


الصفحة التالية
Icon