"""""" صفحة رقم ٩٩ """"""
ذلك ثقة من فرعون بالظهور وطلبا أن يكون بمجمع من الناس حتى لايؤمن بموسى أحد منهم فوقع ذلك من موسى الموقع الذى يريده لأنه يعلم أن حجة الله هى الغالبة وحجة الكافرين هى الداحضة وفى ظهور حجة الله بمجمع من الناس زيادة فى الاستظهار للمحقين والانقهار للمبطلين ومعنى
الشعراء :( ٤٠ ) لعلنا نتبع السحرة.....
) لعلنا نتبع السحرة ( نتبعهم فى دينهم ) إن كانوا هم الغالبين ( والمراد باتباع السحرة في دينهم هو البقاء على ما كانوا عليه لأنه دين السحرة إذ ذاك والمقصود المخالفة لما دعاهم إليه موسى
الشعراء :( ٤١ ) فلما جاء السحرة.....
فعند ذلك طلب السحرة من موسى الجزاء على ما سيفعلونه ف ) قالوا لفرعون أئن لنا لأجرا ( أى لجزاء تجزينا به من مال أو جاه وقيل أرادوا إن لنا ثوابا عظيما ثم قيدوا ذلك بظهور غلبتهم لموسى فقالوا ) إن كنا نحن الغالبين )
الشعراء :( ٤٢ ) قال نعم وإنكم.....
فوافقهم فرعون على ذلك و ) قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين ( أى نعم لكم ذلك عندى مع زيادة عليه وهى كونكم من المقربين لدى
الشعراء :( ٤٣ ) قال لهم موسى.....
) قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون ( وفى آية أخرى قالوا يا موسى إما أن تلقي وأما نكون نحن الملقين فيحمل ما هنا على أنه قال لهم ألقوا بعد أن قالوا هذا القول ولم يكن ذلك من موسى عليه السلام أمرا لهم بفعل السحر بل أراد أن يقهرهم بالحجة ويظهر لهم أن الذى جاء به ليس هو من الجنس الذي أرادوا معارضته به
الشعراء :( ٤٤ ) فألقوا حبالهم وعصيهم.....
) فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا ( عند الألقاء ) بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ( يحتمل قولهم بعزة فرعون وجهين الأول أنه قسم وجوابه إنا لنحن الغالبون والثانى متعلق بمحذوف والباء للسببية أى نغلب بسبب عزته والمراد بالعزة العظمة
الشعراء :( ٤٥ ) فألقى موسى عصاه.....
(فألقى موسى عصاه فإذا هى تلقف ما يأفكون) قد تقدم تفسير هذا مستوفى والمعنى أنها تلقف ماصدر منهم من الافك بإخراج الشىء عن صورته الحقيقية
الشعراء :( ٤٦ ) فألقي السحرة ساجدين
) فألقي السحرة ساجدين ( أى لما شاهدوا ذلك وعلموا أنه صنع صانع حكيم ليس من صنيع البشر ولا من تمويه السحرة آمنوا بالله وسجدوا له وأجابوا دعوة موسى وقبلوا نبوته وقد تقدم بيان معنى ألقى ومن فاعله لوقوع التصريح به
الشعراء :( ٤٧ - ٤٨ ) قالوا آمنا برب.....
وعند سجودهم ) قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ( رب موسى عطف بيان لرب العالمين وأضافوه سبحانه إليهما لأنهما القائمان بالدعوة فى تلك الحال وفيه تبكيت لفرعون بأنه ليس برب وأن الرب فى الحقيقة هو هذا
الشعراء :( ٤٩ ) قال آمنتم له.....
فلما سمع فرعون ذلك منهم ورأى سجودهم لله ) قال آمنتم له قبل أن آذن لكم ( أى بغير إذن منى ثم قال مغالطا للسحرة الذين امنوا وموهما للناس أن فعل موسى سحر من جنس ذلك السحر ) إنه لكبيركم الذي علمكم السحر ( وإنما اعترف له بكونه كبيرهم مع كونه لايحب الاعتراف بشىء يرتفع به شأن موسى لأنه قد علم كل من حضر أن ماجاء به موسى إبهر مما جاءوا به السحرة فأراد أن يشكك على الناس بأن هذا الذي شاهدتم وإن كان قد فاق على مافعله هؤلاء السحرة فهو فعل كبيرهم ومن هو أستاذهم الذى أخذوا عنه هذه الصناعة فلا تظنوا أنه فعل لايقدر عليه البشر وأنه من فعل الرب الذى يدعو إليه موسى ثم توعد أولئك السحرة الذين آمنوا بالله لما قهرتهم حجة الله فقال ) فلسوف تعلمون ( أجمل التهديد أولا للتهويل ثم فصله فقال ) لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين )
الشعراء :( ٤٩ ) قال آمنتم له.....
فلما سمعوا ذلك من قوله ) قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون ( أى لاضرر علينا فيما يلحقنا من عقاب الدنيا فإن ذلك يزول وننقلب بعده إلى ربنا فيعطينا من النعيم الدائم مالا يحد ولايوصف قال الهروى لاضير ولاضرر ولاضر بمعنى واحد وأنشد أبو عبيدة فإنك لايضرك بعد حول
أظبى كان أمك أم حمار
قال الجوهرى ضاره يضوره ويضره ضيرا وضورا أى ضره قال الكسائى سمعت بعضهم يقول لاينفعنى ذلك ولايضورنى
الشعراء :( ٥١ ) إنا نطمع أن.....
) إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا ( ثم عللوا هذا بقولهم ) أن كنا أول المؤمنين ( بنصب أن أى لأن كنا أول المؤمنين وأجاز الفراء والكسائى كسرها على أن يكون مجازاة ومعنى أول