"""""" صفحة رقم ١٠٧ """"""
أي جحدته قال المبرد يقال أمرأة عن حقه وعلى حقه إذا منعه منه ودفعه وقيل على بمعنى عن وقرأ ابن مسعود والشعبي ومجاهد والأعرج افتمرونه بضم التاء من أمريت أي أتريبونه وتشكون فيه قال جماعة من المفسرين المعنى على قراءة الجمهورأإفتجا دلونه وذلك أنهم جادلوه حين أسرى فقالوا صف لنا مسجد بيت المقدس أي افتجادلونه جدالا ترمون به دفعه عما شاهده وعلمه
النجم :( ١٣ ) ولقد رآه نزلة.....
واللام في قوله ( ولقد رآه نزلة أخرى ) هي الموطئة للقسم أي والله لقد رآه نزلة أخرى والنزلة المرة من النزول فانتصابها على الظرفية أو منتصبة على المصدر الواقع موقع على الحال أي راى جبريل نازلا نزلة أخرى أو على أنه صفة مصدر مؤكد محذوف أي رآه رؤية أخرى قال جمهور المفسرين المعنى أنه رأى محمد جبريل مرة أخرى وقيل رأى محمد ربه مرة أخرى بفؤاده
النجم :( ١٤ ) عند سدرة المنتهى
( عند سدرة المنتهى ) الظرف منتصب برأه والسدر هو شجر النبق وهذه السدرة هي في السماء السادسة كما في الصحيح وروى أنها في السماء السابعة والمنتهى مكان الانتهاء أو هو مصدر ميمي والمراد به الانتهاء نفسه قيل إليها ينتهى علم الخلائق ولا يعلم أحد منهم ما وراءها وقيل ينتهي إليها ما يعرج به من الأرض وقيل تنتهي إليها أرواح الشهداء وقيل غيره ذلك وإضافة الشجرة إلى المنتهى من إضافة الشيء إلى مكانه
النجم :( ١٥ ) عندها جنة المأوى
( عندها جنة المأوى ) أي عند تلك السدرة جنة تعرف بجنة المأوى وسميت جنة المأوى لأنه أوى إليها أدم وقيل أن أرواح المؤمنين تأوي إليها قرأ الجمهور جنة برفع جنة على إنها مبتدأ وخبرها الظرف المتقدم وقرأ على وأبو الدرداء وأبو هريرة وأبن الزبير وأنس وزر بن حيش ومحمد بن كعب ومجاهد وأبو سبرة الجهني جنة فعلا ماضيا من جن يجن أي ضمه المبيت أو سترة إيواء الله له قال الأخفش أدركه كما تقول جنة الليل أي سترة وأدركه والجملة في محل نصب على الحال
النجم :( ١٦ ) إذ يغشى السدرة.....
( إذ يغشي السدرة ما يغشى ) العامل في الظرف رآه أيضا وهو ظرف زمان والذي قبله ظرف مكان والغشيان بمعنى التغطية والستر وبمعنى الإتيان يقال فلان يغشاني كل حين أي يأتيني وفي الإبهام في قوله ( ما يغشى ) من التفخيم ما لا يخفى وقيل يغشاها جراد من ذهب وقيل طوائف من الملائكة وقال مجاهد رفرف أخضر وقيل رفرف من طيور خضر وقيل غشيها أمر الله والمجئ بالمضارع لحكاية الحال الماضية استحضارا للصورة البديعة أو للدلالة على الاستمرار التجددي
النجم :( ١٧ ) ما زاغ البصر.....
( ما زاغ البصر ) أي ما مال بصر النبي صلى الله عليه وإله وسلم عما رآه ( وما طغى ) أي ما جاوز ما رأى وفي هذا وصف أدب النبي صلى الله عليه وأله وسلم في ذلك المقام حيث لم يلتفت ولم يمل بصره ولم يمده إلى غير ما رأى وقيل ما جاوز ما امر به
النجم :( ١٨ ) لقد رأى من.....
( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) أي والله لقد رأى تلك الليلة من أيات ربه العظام ما لا يحيط به الوصف قيل رأى رفرفا سد الأفق وقيل رأى جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والأرض له ستمائة جناح وكذا في صحيح مسلم وغيره وقال الضحاك رأى سدرة المنتهى وقيل هو كل ما رآه تلك الليلة في مسراه وعوده ومن للتبعيض ومفعول رأى الكبرى ويجوز أن يكون المفعول محذوفا أي رأى شيئا عظيما من أيات ربه ويجوز أن تكون من زائدة ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) لما قص الله سبحانه هذه الأقاصيص قال للمشركين موبخا لهم ومقرعا
النجم :( ١٩ - ٢٠ ) أفرأيتم اللات والعزى
( أفرأيتم ) أي أخبروني عن الآلهة التي تعبدونها من دون الله هل لها قدرة توصف بها وهل أوحت إليكم شيئا كما أوحى الله إلى محمد أم هي جمادات لا تعقل ولا تنفع ثم ذكر هذه الأصنام الثلاثة التي أشتهرت في العرب وعظم اعتقادهم فيها وقال الواحدي وغيره وكانوا يشتقون لها أسماء من أسماء الله تعالى فقالوا من الله اللات ومن العزيز العزى وهي تأنيث الأعز بمعنى العزيزة ومناة من منى الله الشيء إذا قدره قرأ الجمهور ( اللات ) بتخفيف التاء فقيل هو مأخوذ من أسم الله سبحانه كما تقدم