"""""" صفحة رقم ١٠٩ """"""
يحتقروا الإناث
النجم :( ٢٢ ) تلك إذا قسمة.....
ثم ذكر سبحانه أن هذه التسمية والقسمة المفهومة من الاستفهام قسمة جائزة فقال ( تلك إذا قسمة ضيزى ) قرأ الجمهور ضيزى بياء ساكنة بغير همزة وقرأ أبن كثير بهمزة ساكنة والمعنى أنها قسمة خارجة عن الصواب جائرة عن العدل ومائلة عن الحق قال الأخفش يقال ضاز في الحكم أي جار وضازه حقه يضيزه ضيزا أي نقصه وبخسه قال وقد يهمز وأنشد فإن تناء عنا تنتقصك وإن تغب
فحقك مضئوز وأنفك راغم
وقال الكسائى ضاز يضيز ضيزا وضاز يضوز ضوزا إذا تعدى وظلم وبخس وانتقص ومنه قول الشاعر ضازت بنو أسد بحكمهم
إذ يجعلون الرأس كالذنب
قال الفراء وبعض العرب يقول ضيزى بالهمزة وحكى أبو حاتم عن أبي زيد أنه سمع العرب تهمز ضيزى قال البغوي ليس في كلام العرب فعلى بكسر الفاء في النعوت إنما تكون في الأسماء مثل ذكرى قال المؤرخ كرهوا ضم الضاد في ضيزى وخافوا انقلاب الياء واوا وهي من بنات الواو فكسروا الضاد لهذه العلة كما قالوا في جمع أبيض بيض وكذا قال الزجاج وقيل هي مصدر كذكرى فيكون المعنى قسمة ذات جور وظلم
النجم :( ٢٣ ) إن هي إلا.....
ثم رد سبحانه عليهم بقوله ( إن هي إلا أسماء سميتوها أنتم وآباؤكم ) أي ما الأوثان أو الأصنام باعتبار ما تدعونه من كونها آلهة إلا أسماء محضة ليس فيها شيء من معنى الآلوهية التي تدعونها لأنها لا تبصر ولا تسمع ولا تعقل ولا تفهم ولا تضر ولا تنفع فليست إلا مجرد أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم قلد الآخر فيها الأول وتبع في ذلك الأبناء الآباء وفي هذا من التحقير لشأنها ما لا يخفى كما تقول في تحقير رجل ما هو إلا أسم إذا لم يكن مشتملا على صفة معتبرة ومثل هذه الآية قوله تعالى ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها يقال سميته زيدا وسميته بزيد فقوله سميتموها صفة الأصنام والضمير يرجع إلى الأسماء لا إلى الأصنام أي جعلتموها أسماء لا جعلتم لها أسماء وقيل إن قوله هي راجع إلى الأسماء الثلاثة المذكورة والأول أولى ( ما أنزل الله بها من سلطان ) أي ما أنزل بها من حجة ولا برهان قال مقاتل لم ينزل لنا كتابا لكم فيه حجة كما تقولون إنها آلهة ثم أخبر عنهم بقوله ( إن يتبعون إلا الظن ) أي ما يتبعون فيما ذكر من التسمية والعمل بموجبها إلا الظن الذي لا يغني من الحق شيئا والتفت من الخطاب إلى الغيبة إعراضا عنهم وتحقيرا لشأنهم فقال ( وما تهوى الأنفس ) أي تميل إليه وتشهيه من غير النفات إلى ما هو الحق الذي يجب الاتباع له قرأ الجمهور يتبعون بالتحتية على الغيبة وقرأ عيسى بن عمر وأيوب وابن السيفع بالفوقية على الخطاب ورويت هذه القراءة عن أبن مسعود وأبن عباس وطلحة وابن وثاب ( ولقد جاءهم من ربهم الهدى ) أي البيان الواضح الظاهر بأنها ليست بآلهة والجملة في محل نصب على الحال من فاعل يتبعون ويجوز أن يكون اعتراضا والأول أولى والمعنى كيف يتبعون ذلك والحال أن قد جاءهم ما فيه هدى لهم من عند الله على لسان رسوله الذي بعثه الله بين ظهرانيهم وجعله من أنفسهم
النجم :( ٢٤ ) أم للإنسان ما.....
( أم للإنسان ما تمنى ) أم هي المنقطعة المقدرة ببل والهمزة التي للإنكار فأضرب عن إتباعهم الظن الذي هو مجرد التوهم وعن إتباعهم هوى الأنفس وما تميل إليه وانتقل إلى إنكار أن يكون لهم ما يتمنون من كون الأصنام تنفعهم وتشفع لهم
النجم :( ٢٥ ) فلله الآخرة والأولى
ثم علل انتفاء أن يكون للإنسان ما تمنى بقوله ( فلله الآخرة والأولى ) أي أن أمور الآخرة والدنيا بأسرها لله عز وجل فليس لهم معه أمر من الأمور ومن جملة ذلك أمنياتهم الباطلة وأطماعهم الفارغة
النجم :( ٢٦ ) وكم من ملك.....
ثم أكد ذلك وزاد في إبطال ما يتمنونه فقال ( وكم من ملك في السموات لا تغنى شفاعتهم شيئا ) وكم هنا هي الخبرية