"""""" صفحة رقم ١١٨ """"""
كما في قوله اقتربت الساعة أخبرهم بذلك ليستعدوا لها قال في الصحاح أزفت الآزفة يعني القيامة وأزفت الرجل عجل ومنه قول الشاعر أزف الترحل غير أن ركابنا
لما تزل برحالنا وكأن قد
النجم :( ٥٨ ) ليس لها من.....
( ليس لها من دون الله كاشفة ) أي ليس لها نفس قادرة على كشفها عند وقوعها إلا الله سبحانه وقيل كاشفة بمعنى إنكشاف والهاء فيها كالهاء في العاقبة والداهية وقيل كاشفة بمعنى كاشف والهاء للمبالغة كرواية والأول أولى وكاشفة صفة الموصوف محذوف كما ذكرنا والمعنى أنه لا يقدر على كشفها إذا غشت الخلق بشدائدها وأهوالها أحد غير الله كذا قال عطاء والضحاك وقتادة وغيرهم
النجم :( ٥٩ ) أفمن هذا الحديث.....
ثم وبخهم سبحانه فقال ( أفمن هذا الحديث تعجبون ) المراد بالحديث القرآن أي كيف تعجبون منه تكذيبا
النجم :( ٦٠ ) وتضحكون ولا تبكون
( وتضحكون ) منه استهزاء مع كونه غير محل للتكذيب ولا موضع للأستهزاء ( ولا تبكون ) خوفا وانزجارا لما فيه من الوعيد الشديد
النجم :( ٦١ ) وأنتم سامدون
وجملة ( وأنتم سامدون ) في محل نصب على الحال ويجوز أن تكون مستأنفة لتقرير ما فيها والسمود الغفلة والسهو عن الشيء وقال في الصحاح سمد سمودا رفع رأسه تكبرا فهو سامد قال الشاعر سوامد الليل خفاف الأزواد وقال أبن الأعرابي السمود اللهو والسامد اللاهي يقال للقينة أسمدينا أي ألهينا بالغناء وقال المبرد سامدون خامدون قال الشاعر
رمى الحدثان نسوة آل عمرو بمقدار سمدن له سمودا
فرد شعورهن السود بيضا
ورد وجوههن البيض سودا
النجم :( ٦٢ ) فاسجدوا لله واعبدوا
( فاسجدوا لله واعبدوه ) لما وبخ سبحانه المشركين على الأستهزاء بالقرآن والضحك منه والسخرية به وعدم الانتفاع بمواعظه وزواجره أمر عباده المؤمنين بالسجود لله والعبادة له والفاء جواب شرط محذوف أي إذا كان الأمر من الكفار كذلك فاسجدوا لله واعبدوا فإنه المستحق لذلك منكم وقد تقدم في فاتحة السورة أن النبي صلى الله عليه وإله وسلم سجد عند تلاوه هذه الآيه وسجد معه الكفار فيكون المراد بها سجود التلاوة وقيل سجود الفرض
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج أبن جرير وأبن أبي حاتم عن أبن عباس في قوله ( وأنه هو أغنى وأقنى ) قال أعطى وأرضى وأخرج أبن جرير عنه ( وأنه هو رب الشعرى ) قال هو الكوكب الذي يدعي الشعرى وأخرج الفاكهي عنه أيضا قال نزلت هذه الآية في خزاعة وكانوا يعبدون الشعري وهو الكوكب الذي يتبع الجوزاء وأخرج أبن مردويه عنه أيضا في قوله ( هذا نذير من النذر الأولى ) قال محمد صلى الله عليه وإله وسلم ) وأخرج أبن جرير عنه أيضا قال الآزفة من أسماء القيامة وأخرج أبن أبي شيبة واحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد وأبن المنذر وأبن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل قال لما نزلت هذه الآية ( أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون ) فما ضحك النبي صلى الله عليه وإله وسلم بعد ذلك إلا أن يتبسم ولفظ عبد بن حميد فما رؤى النبي صلى الله عليه وإله وسلم ضاحكا ولا متبسما حتى ذهب من الدنيا واخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وأبن جرير وبن المنذر وأبن أبي حاتم والطبراني وأبن مردويه عن أبن عباس في قوله


الصفحة التالية
Icon