"""""" صفحة رقم ١٣٣ """"""
إذا جمادى منعت قطرها
إن جناني عطن معصف
والريحان الورق في قول الأكثر وقال الحسن وقتادة والضحاك وابن زيد إنه الريحان الذي يشم وقال سعيد بن جبير هو ما قام على ساق وقال الكلبي إن العصف هو الورق الذي لا يؤكل والريحان هو الحب المأكول وقال الفراء أيضا العصف المأكول من الزرع والريحان ما لا يؤكل وقيل الريحان كل بقلة طيبة الريح قال ابن الأعرابي يقال شيء ريحاني وروحاني أي له روح وقال في الصحاح الريحان نبت معروف والريحان الرزق تقول خرجت أبتغي ريحان الله قال النمر بن تولب
سلام الإله وريحانه ورحمته وسماء درر
وقيل العصف رزق البهائم والريحان رزق الناس قرأ الجمهور ( والحب ذو العصف والريحان ) برفع الثلاثة عطفا على فاكهة وقرأ ابن عامر وأبو حيوة والمغيرة بنصبهما عطفا على الأرض أو على إضمار فعل أي وخلق الحب ذا العصف والريحان وقرأ حمزة والكسائي والريحان بالجر عطفا على العصف
الرحمن :( ١٣ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) الخطاب والجن والأنس لأن لفظ الأنام يعمهما وغيرهما ثم خصص بهذا الخطاب من يعقل وبهذا قال الجمهور من المفسرين ويدل عليه قوله فيما سيأتي ( سنفرغ لكم أيها الثقلان ) ويدل على هذا ما قدمنا في فاتحة هذه السورة أن النبي ( ﷺ ) قرأها على الجن والإنس وقيل الخطاب للإنس وثناه على قاعدة العرب في خطاب الواحد بلفظ التثنية كما قدمنا في قوله ألقيا في جهنم والآلاء النعم قال القرطبي وهو قول جميع المفسرين واحدها إلى مثل معي وعصى وقال ابن زيد إنها القدرة أي فبأي قدرة ربكما تكذبان وبه قال الكلبي وكرر سبحانه هذه الآية في هذه السورة تقريرا للنعمة وتأكيدا للتذكير بها على عادة العرب في الاتساع قال القتيبي إن الله عدد في هذه السورة نعماءه وذكر خلقه آلاءه ثم أتبع كل خلة وضعها بهذه الآية وجعلها فاصلة بين كل نعمتين لينبههم على النعم ويقررهم بها كما تقول لمن تتابع له إحسانك وهو يكفره ألم تكن فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا ألم تكن خاملا فعززتك أفتنكر هذا ألم تكن راجلا فحملتك أفتنكر هذا والتكرير حسن في مثل هذا ومنه قول الشاعر
لا تقتلى رجلا إن كنت مسلمة
إياك من دمه إياك إياك
قال الحسين بن الفضل التكرير طرد للغفلة وتأكيد للحجة
الرحمن :( ١٤ ) خلق الإنسان من.....
( خلق الإنسان من صلصال كالفخار ) لما ذكر سبحانه خلق العالم الكبير وهو السماء والأرض وما فيهما ذكر خلق العالم الصغير والمراد بالإنسان هنا آدم قال القرطبي باتفاق من أهل التأويل ولا يبعد أن يراد الجنس لأن بني آدم مخلوقون في ضمن خلق أبيهم آدم والصلصال الطين اليابس الذي يسمع له صلصلة وقيل هو طين خلط برمل وقيل هو الطين المنتن يقال صل اللحم وأصل إذا أنتن وقد تقدم بيانه في سورة الحجر والفخار الخزف الذي طبخ بالنار والمعنى أنه خلق الإنسان من طين يشبه في يبسه الخزف
الرحمن :( ١٥ ) وخلق الجان من.....
( وخلق الجان من مارج من نار ) يعنى خلق أبا الجن أو جنس الجن من مارج من نار والمارج اللهب الصافي من النار وقيل الخالص منها وقيل لسانها الذي يكون في طرفها إذا التهبت وقال الليث المارج الشعلة الصادعة ذات اللهب الشديد قال المبرد المارج النار المرسلة التي لا تمنع قال أبو عبيدة المارج خلط النار من مرج إذا اختلط واضطرب قال الجوهري مارج من نار نار لا دخان فيها خلق منها الجان
الرحمن :( ١٦ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي الاء ربكما تكذبان ) فإنه أنعم عليكما في تضاعيف خلقكما من ذلك بنعم لا تحصى
الرحمن :( ١٧ ) رب المشرقين ورب.....
( رب