"""""" صفحة رقم ١٣٦ """"""
الرحمن :( ٢٦ ) كل من عليها.....
قوله ( كل من عليها فان ) أي كل من على الأرض من الحيوانات هالك وغلب العقلاء على غيرهم فعبر عن لجميع بلفظ من وقيل أراد من عليها من الجن والأنس
الرحمن :( ٢٧ ) ويبقى وجه ربك.....
( ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) الوجه عبارة عن ذاته سبحانه ووجوده وقد نقدم في سورة البقرة بيان معنى هذا وقيل معنى ( يبقى وجه ربك ) تبقى حجته التي يتقرب بها إليه والجلال العظمة والكبرياء واستحقاق صفات المدح يقال جل الشيء أي عظم وأجللته أي أعظمته وهو أسم من جل ومعنى ذو الأكرام أنه يكرم عن كل شيء لا يليق به وقيل أنه ذو الإكرام لأوليائه والخطاب في قوله ربك للنبي ( ﷺ ) أو لكل من يصلح له قرأ الجمهور ذو الجلال على إنه صفة الوجه وقرأ أبي وابن مسعود ذي الجلال على أنه صفة لرب
الرحمن :( ٢٨ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي الأء ربكما تكذبان ) وجه النعمة في فناء الخلق أن الموت سبب النقلة إلى دار الجزاء والثواب وقال مقاتل وجه النعمة في فناء الخلق التسوية بينهم في الموت ومع الموت تستوي الأقدام
الرحمن :( ٢٩ ) يسأله من في.....
( يسأله من السموات والأرض ) أي يسألونه جميعا لأنهم محتاجون إليه لا يستغني عنه أحد منهم قال أبو صالح يسأله أهل السموات المغفرة ولا يسألونه الرزق واهل الأرض يسألونه الأمرين جميعا وقال مقاتل يسأله أهل الأرض الرزق والمغفرة وتسأل لهم الملائكة أيضا الرزق والمغفرة وكذا قال أبن جرير وقيل يسألونه الرحمة قال قتادة لا يستغني عنه أهل السماء ولا أهل الأرض والحاصل أنه يسأله كل مخلوق من مخلوقات بلسان المقال أو لسان الحال ما يطلبونه من خيري الدارين أو من خير إحداهما ( كل يوم هو في شأن ) انتصاب كل بالأستقرار الذي تضمنه الخبر والتقدير استقر سبحانه في شأن كل وقت من الأوقات واليوم عبارة عن الوقت والشأن هو الأمر ومن جملة شئونه سبحانه إعطاء أهل السموات والأرض ما يطلبونه منه على اختلاف حاجاتهم وتباين أغراضهم قال المفسرون من شأنه أنه يحيى ويميت ويرزق ويفقر ويعز ويذل ويمرض ويشفي ويعطي ويمنع ويغفر ويعاقب إلى غير ذلك مما لا يحصى وقيل المراد باليوم المذكور هو يوم الدنيا ويوم الآخرة قال أبن بحر الدهر كله يومان أحدهما مدة أيام الدنيا والآخر يوم القيامة وقيل المراد كل يوم من أيام الدنيا
الرحمن :( ٣٠ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فان اختلاف شئونه سبحانه في تدبير عبادة نعمة لا يمكن جحدها ولا يتيسر لمكذب تكذيبها
الرحمن :( ٣١ ) سنفرغ لكم أيها.....
( سنفرغ لكم أيه الثقلان ) هذا وعيد شديد من الله سبحانه للجن والإنس قال الزجاج والكسائي وأبن الأعرابي وابو علي الفارسي إن الفراغ ها هنا ليس هو الفراغ من شغل ولكن تأويله القصد أي سنقصد لحسابكم قال الواحدي حاكيا عن المفسرين إن هذا تهديد منه سبحانه لعباده ومن هذا قول القائل لمن يريد تهديده إذن أتفرغ لك أي أقصدك قصدك وفرغ يجئ بمعنى قصد وأنشد أبن الأنباري قول الشاعر الآن وقد فرغت إلى نمير
فهذا حين كنت له عذابا
يريد وقد قصدت وأنشد النحاس قول الشاعر فرغت إلى العبد المقيد في الحجل
أي قصدت وقيل إن الله سبحانه وعد على التقوى وأوعد على المعصية ثم قال سنفرغ لكم مما وعدناكم ونوصل كلا إلى ما وعدناه وبه قال الحسن ومقاتل وأبن زيد ويكون الكلام على طريق التمثيل قرأ الجمهور سنفرغ بالنون


الصفحة التالية
Icon