"""""" صفحة رقم ١٤١ """"""
الكائنة في الجنة لأهل السعادة
الرحمن :( ٥٢ ) فيهما من كل.....
( فيهما من كل فاكهة زوجان ) هذا صفة ثالثة لجنتان والزوجان الصنفان والنوعان والمعنى أن في الجنتين من كل نوع يتفكه به ضربين يستلذ بكل نوع من أنواعه قيل أحد الصنفين رطب والآخر يابس لا يقصر أحدهما عن الآخر في الفضل والطيب
الرحمن :( ٥٣ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن في مجرد تعداد هذه النعم ووصفها في هذا الكتاب العزيز من الترغيب إلى فعل الخير والترهيب عن فعل الشر ما لا يخفى على من يفهم وذلك نعمة عظمى ومنه كبرى فكيف بالتنعيم به عند الوصول إليه
الرحمن :( ٥٤ ) متكئين على فرش.....
( متكئين على فرش بطائنها من إستبرق ) انتصاب متكئين على الحال من فاعل قوله ( ولمن خاف ) وإنما جمع حملا على معنى من وقيل عاملها محذوف والتقدير يتنعمون متكئين وقيل منصوب على المدح والفرش جمع فرش والبطائن هي التي تحت الظهائر وهي جمع بطانه قال الزجاج هي ما يلي الأرض والإستبرق ما غلظ من الديباج وإذا كانت البطائن من استبرق فكيف تكون الظهائر قيل لسعيد بن جبير البطائن من استبرق فما الظواهر قال هذا بما قال الله فيه فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين قيل إنما اقتصر على ذكر البطائن لأنه لم يكن أحد في الأرض يعرف ما في الظهائر وقال الحسن بطائنها من استبرق وظهائرها من نور جامد وقال الحسن البطائن هي الظهائر وبه قال الفراء وقال قد تكون البطانة الظهارة والظهارة البطانة لأن كل واحد منهما يكون وجها والعرب تقول هذا ظهر السماء وهذا بطن السماء لظاهرها الذي نراه وأنكر أبن قتيبة هذا وقال لا يكون هذا إلا في الوجهين المتساويين ( وجنى الجنتين دان ) مبتدأ وخبره والجنى ما يجنى من الثمار قيل إن الشجرة تدنو حتى يجنيها من يريد جناها ومنه قول الشاعر هذا جناي وخياره فيه
إذ كل جان يده إلى فيه
٤ قرأ الجمهور فرش بضمتين وقرأ أبو حيوة بضمه وسكون وقرأ الجمهور جنى بفتح الجيم وقرأ عيسى أبن عمر بكسرها وقرأ عيسى أيضا بكسر النون على الإمالة
الرحمن :( ٥٥ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإنها كلها بموضع لا يتيسر لمكذب أن يكذب بشيء منها لما تشتمل عليه من الفوائد العاجلة والآجلة
الرحمن :( ٥٦ ) فيهن قاصرات الطرف.....
( فيهن قاصرات الطرف ) أي في الجنتين المذكورتين قال الزجاج وإنما قال فيهن لأنه عنى الجنتين وما أعد لصاحبهما فيها من النعم وقيل فيهن أي في الفرش التي بطائنها من استبرق ومعنى ( قاصرات الطرف ) أنهن يقصرن أبصارهن على أزواجهن لا ينظرن إلى غيرهم وقد تقدم تفسير هذا في سورة الصافات ( لم يطمثهن أنس قبلهم ولا جان ) قال الفراء الطمث الافتضاض وهو النكاح بالتدمية يقال طمث الجارية إذ افترعها قال الواحدى قال المفسرون لم يطأهن ولم يغشهن ولم يجامعهن قبلهم أحد قال مقاتل لأنهن خلقن في الجنة والضمير في قبلهم يعود إلى الأزواج المدلول عليه بقاصرات الطرف وقيل يعود إلى متكئين والجملة في محل رفع صفة لقاصرات لأن إضافتها لفظية وقيل الطمث المس أي لم يمسسهن قاله أبو عمرو وقال المبرد أي لم يذللهن والطمث التذليل ومن استعمال الطمث فيما ذكره الفراء قول الفرزدق دفعن إلى لم يطمنن قبلي
وهن أصح من بيض النعمام
قرأ الجمهور يطمثهن بكسر الميم وقرأ الكسائي بضمها وقرأ الجحدري وطلحة بن مصرف بفتحها وفي هذه الآية بل في كثير من آيات هذه السورة دليل أن الجن يدخلون الجنة إذا آمنوا بالله سبحانه وعملوا بفرائضه وانتهوا عن مناهيه
الرحمن :( ٥٧ ) فبأي آلاء ربكما.....
( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) فإن في مجرد هذا الترغيب في هذه النعم نعمة جليلة ومنه عظيمة


الصفحة التالية
Icon