"""""" صفحة رقم ١٦٦ """"""
بطن من قولهم فلان يبطن أمر فلان أي يعلم داخله أمره ويجوز أن يكون المعنى المحتجب عن الإبصار والعقول وقد فسر هذه الأسماء الأربعة رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم كما سيأتي فيتعين المصير إلى ذلك ( هو بكل شيء عليم ) لا يعزب عن علمه شيء من المعلومات
الحديد :( ٤ ) هو الذي خلق.....
( وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ) هذا بيان لبعض ملكه للسموات والأرض وقد تقدم تفسيره في سورة الأعراف وفي غيرها مستوفى ( يعلم ما يلج في الأرض ) أي يدخل فيها من مطر وغيره ( وما يخرج منها ) من نبات وغيره ( وما ينزل من السماء ) من مطر وغيره ( وما يعرج فيها ) أي يصعد إليها من الملائكة وأعمال العباد وقد تقدم تفسير هذا في سورة سبأ ( وهو معكم أينما كنتم ) أي بقدرته وسلطانه وعلمه وهذا تمثيل للأحاطة بما يصدر منهم أينما داروا في الأرض من بر وبحر ( والله بما تعملون بصير ) لا يخفي عليه من أعمالكم شيء
الحديد :( ٥ ) له ملك السماوات.....
( له ملك السموات والأرض ) هذا التكرير للتأكيد ( وإلى الله ترجع الأمور ) لا إلى غيره قرأ الجمهور ترجع مبنيا للمفعول وقرأ حمزة والكسائي وأبن عامر على البناء للفاعل
الحديد :( ٦ ) يولج الليل في.....
( يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل ) قد تقدم تفسير هذا في سورة آل عمران وفي مواضع ( وهو عليم بذات الصدور ) أي بضمائر الصدور ومكنوناتها لا يخفي عليه من ذلك خافية
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج أبن أبي شيبة ومسلم والترمذي والبيهقي عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم تسأله خادما فقال قولي اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم وربنا ورب كل شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك دونك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر وأخرج أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي هريرة من وجه آخر مرفوعا مثل هذا في الأربعة الأسماء المذكورة وتفسيرها وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن أبن عمر وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وإله وسلم قال لا يزال الناس يسألون عن كل شيء حتى يقولوا هذا الله كان قبل كل شيء فماذا كان قبل الله فإن قالوا لكم ذلك فقولوا هو الأول قبل كل شيء والآخر فليس بعده شيء وهو الظاهر فوق كل شيء وهو الباطن دون كل شيء وهو بكل شيء عليم وأخرج أبو داود عن أبي زميل قال سألت أبن عباس فقلت ما شيىء أجده في صدري قال ما هو قلت والله لا أتكلم به قال فقال لي أشيء من شك قال وضحك قال ما نجا من ذلك أحد قال حتى أنزل الله فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك الآية قال وقال لي إذا وجدت في نفسك شيئا فقل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وأخرج أبن أبي حاتم عن أبن عباس في قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) قال عالم بكم أينما كنتم
سورة الحديد ( ٧ ١١ )


الصفحة التالية
Icon