"""""" صفحة رقم ١٩٥ """"""
الحشر :( ١ ) سبح لله ما.....
قوله ٠ سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ) قد تقدم تفسير هذا في سورة الحديد
الحشر :( ٢ ) هو الذي أخرج.....
( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ) هم بنو النضير وهم رهط من اليهود من ذرية هارون نزلوا المدينة في فتن بني اسرائيل انتظارا منهم لمحمد صلى الله عليه وإله وسلم فغدروا بالنبي صلى الله عليه وإله وسلم بعد أن عاهدوه وصاروا عليه مع المشركين فحاصرهم رسول الله ( ﷺ ) حتى رضوا بالجلاء قال الكلبي كانوا أول من أجلى من أهل الذمة من جزيرة العرب ثم اجلى آخرهم في زمن عمر بن الخطاب فكان جلاؤهم أدل حشر من المدينة وآخر حشر إجلاء عمر لهم وقيل إن أول الحشر إخراجهم من حصونهم إلى خيبر وآخر الحشر إخراجهم من خيبر إلى الشام وقيل آخر الحشر هو حشر جميع الناس إلى أرض المحشر وهي الشام قال عكرمة من شك أن المحشر يوم القيامة في الشام فليقرأ هذه الآية وأن النبي صلى الله عليه وغله وسلم قال لهم اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر قال أبن العربي الحشر اول وأوسط وآخر فالأول إجلاء بني النضير والأوسط إجلاء أهل خيبر والآخر يوم القيامة وقد أجمع المفسرون على أن هؤلاء المذكورين في الآية هم بنو النضير ولم يخالف في ذلك لا الحسن البصري فقال هم بنو قريظة وهو غلط فإن بني قريضة ما حشروا بل قتلوا بحكم سعد بن معاذ لما رضوا بحكمه فحكم عليهم بأن تقتل مقاتلهم وتسبى ذراريهم وتغنم أموالهم فقال رسول الله ( ﷺ ) لسعد لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة واللام في لأول الحشر متعلقة بأخرج وهي اللام التوقيت كقوله لدلوك الشمس ( ما ظننتم أن يخرجوا ) هذا خطاب للمسلمين أي ما ظننتم أيها المسلمون أن بني النضير يخرجون من ديارهم لعزتهم ومنعتهم وذلك أنهم كانوا أهل حصون مانعة وعقار ونخيل واسعة وأهل عدد وعدة ( وظنوا أنهم مانعتم حصونهم من الله ) أي وظن بنو النضير أن حصونهم تمنعهم من بأس الله وقوله مانعتهم خبر مقدم وحصونهم مبتدأ مؤخر والجملة خبر أنهم ويجوز أن يكون مانعتهم خبر أنهم وحصونهم فاعل مانعتهم ورجح الثاني أو حيان والأول أولى ( فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ) أي أتاهم أمر الله من حيث لم يخطر ببالهم أنه ياتيهم أمره من تلك الجهة وهو أنه سبحانه أمر نبيه ( ﷺ ) بقتالهم وإجلالهم وكانوا لا يظنون ذلك وقيل هو قتل رئيسهم كعب بن الأشرف قاله أبن جريج والسدي وأبو صالح فإن قتله أضعف شوكتهم وقيل أن الضمير في أتاهم ولم يحتسبوا للمؤمنين أي فأتاهم نصر الله من حيث لم يحتسبوا والأول اولى لقوله ( وقذف في قلبوهم الرعب ) فإن قذف الرعب كان في قلوب بني النضير لا في قلوب


الصفحة التالية
Icon