"""""" صفحة رقم ١٩٩ """"""
يعني السلاح فأنزل الله فيهم ( سبح لله ما في السموات وما في الأرض ) إلى قوله ( لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا ) فقاتلهم النبي صلى الله عليه وإله وسلم حتى صالحهم على الإجلاء وجلاهم إلى الشام وكانوا من سبط لم يصيبهم جلاء فيما خلا وكان الله قد كتب عليهم ذلك ولولا ذلك لعذبهم في الدنيا بالقتل والسبي وأما قوله ( لأول الحشر ) فكان إجلاؤهم ذلك أول حشر في الدنيا إلى الشام وأخرج البزار وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال من شك أن المحشر بالشام فليقرا هذه الآية ( هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ) قال لهم رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم يومئذ اخرجوا قالوا إلى أين قال إلى أرض المحشر واخرج أبن جرير وأبن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبن عساكر عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وإله وسلم قد حاصرهم حتى بلغ منهم كل مبلغ فأعطوه ما أراد منهم فصالحهم على أن يحقن لهم دماءهم وأن يخرجهم من أرضهم واوطانهم وأن يسيروا إلى أذرعات الشام وجعل لكل ثلاثة منهم بعيرا وسقاء وفي البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة ولها يقول حسان لهان على سراة بني لؤي
حريق بالبويرة مستطير
فأنزل الله ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبأذن الله ليخزي الفاسقين ) وأخرج الترمذي وحسنه النسائي وأبن أبي حاتم وأبن مردويه عن أبن عباس في الآية قال اللينة النخلة ( وليخزي الفاسقين ) قال استنزلوهم فلنسألن من حصونهم وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم فقال المسلمون قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله ( ﷺ ) هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله ( ما قطعتم من لينة ) الآية وفي الباب أحاديث والكلام في صلح بني النضير مبسوط في كتب السير وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عمر بن الخطاب قال كانت أموال بني النضير مما أفاء الله على رسوله ومما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب وكانت لرسول الله صلى الله عليه وإله وسلم خاصة فكان ينفق على أهله منها نفقة سنة ثم يجعل ما بقي في السلاح والكراع عدة في سبيل الله واخرج أبن مردويه عن أبن عباس في قوله ( فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) فجعل ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم يحكم فيه ما أراد ولم يكن يومئذ خيل ولا ركاب يوجف بها قال والإيجاف أن يوضعوا السير وهي لرسول الله صلى الله عليه وإله وسلم فكان من ذلك خيبر وفدك وقرى عرينة وأمر رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم أن يعمد لينبع فأتاها رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم فاحتواها كلها فقال ناس هلا قسمها الله فأنزل الله عذره فقال ٠ ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ) الآية واخرج أبن مردويه عنه أيضا قال كان ما أفاء الله على رسوله من خيبر نصف لله ورسوله والنصف الآخر للمسلمين فكان الذي لله ورسوله من ذلك المتيبة والوطيح وسلالم ووحدوه وكان الذي للمسلمين الشق والشق ثلاثة عشر سهما ونطاة خمسة أسهم ولم يقسم رسول الله ( ﷺ ) من خيبر لأحد من المسلمين إلا لمن شهد الحديبية ولم يأذن رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم لأحد من المسلمين تخلف عنه عند مخرجه إلى الحديبية أن يشهد معه خيبر إلا جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري وأخرج أبو داود وأبن مردويه عن عمر بن الخطاب قال كان لرسول الله صلى الله عليه وإله وسلم صفايا في النضير وخيبر وفدك فأما بنو النضير فكانت حبسا لنوائبه وأما فدك فكانت لأبن السبيل واما خيبر فجزأها ثلاثة أجزاء قسم منها جزءين بين المسلمين وحبس جزءا لنفسه ولنفقة أهله فما فضل عن نفقة أهله


الصفحة التالية
Icon