"""""" صفحة رقم ٢٠٨ """"""
الشهيد على عباده بأعمالهم الرقيب عليهم كذا قال مجاهد وقتادة ومقاتل يقال هيمن يهيمن فهو مهيمن إذا كان رقيبا على الشيء قال الواحدي وذهب كثير من المفسرين إلى أن أصله مؤيمن من آمن يؤمن فيكون بمعنى المؤمن والأول أولى وقد قدمنا الكلام على المهيمن في سورة المائدة ( العزيز ) الذي لا يوجد له نظير وقيل القاهر وقيل الغالب غير المغلوب وقيل القوي ( الجبار ) جبروت الله عظمته والعرب تسمى الملك الجبار ويجوز أن يكون من جبر إذا أغنى الفقير وأصلح الكسير ويجوز أن يكون من جبره على كذا إذا أكرهه على ما أراد فهو الذي جبر خلقه على ما أراد منهم وبه قال السدى ومقاتل واختاره الزجاج والفراء قال هو من أجبره على الأمر أي قهره قال ولم أسمع فعالا من أفعل إلا في جبار من أجبر ودراك من أدرك وقيل الجبار الذي لا تطاق سطوته ( المتكبر ) أي الذي تكبر عن كل نقص وتعظم عما لا يليق به وأصل التكبر الامتناع وعدم الانقياد ومنه قول حميد بن ثور عفت مثل ما يعفو الفصيل فأصبحت
بها كبرياء الصعب وهي ذلول
والكبر في صفات الله مدح وفي صفات المخلوقين ذم قال قتادة هو الذي تكبر عن كل سوء قال ابن الأنباري المتكبر ذو الكبرياء وهو الملك ثم نزه سبحانه نفسه عن شرك المشركين فقال ( سبحان الله عما يشركون ) أي عما يشركونه أو عن إشراكهم به
الحشر :( ٢٤ ) هو الله الخالق.....
( هو الخالق ) أي المقدر للأشياء على مقتضى إرادته ومشيئته ( البارىء ) أي المنشىء المخترع للأشياء الموجد لها وقيل المميز لبعضها من بعض ( المصور ) أي الموجد للصور المركب لها على هيئات مختلفة فالتصوير مترتب على الخلق والبراية وتابع لهما ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل قال النابغة
الخالق البارىء المصور في ال أرحام ماء حتى يصير دما
وقرأ حاطب بن أبي بلتعة الصحابي المصور بفتح الواو ونصب الراء على أنه مفعول به للبارىء أي الذي برأ المصور أي ميزه ( له الأسماء الحسنى ) قد تقدم بيانها والكلام فيها عند تفسير قوله ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ( يسبح له ما في السموات والأرض ) أي ينطق بتنزيهه بلسان الحال أو المقال كل ما فيهما ٠ وهو العزيز الحكيم ) أي الغالب لغيره الذي لا يغالبه مغالب الحكيم في كل الأمور التي يقضى بها
الآثار الواردة في تفسير الآيات
وقد أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ( قال يقول لو أني أنزلت هذا القرآن على جبل حملته إياه تصدع وخشع من ثقله ومن خشية الله فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة والتخشع قال كذلك يضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون وأخرج الديلمي عن ابن مسعود وعلي مرفوعا في قوله ) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ( إلى آخر السورة قال هي رقية الصداع رواه الديلمي بإسنادين لا ندري كيف حال رجالهما وأخرج الخطيب في تاريخه بإسناده إلى إدريس ابن عبد الكريم الحداد قال قرأت على خلف فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على حمزة فلما بلغت هذه الآية قال ضع يدك على رأسك فإني قرأت على الأعمش ثم ساق الإسناد مسلسلا هكذا إلى ابن مسعود فقال فإني قرأت على النبي ( ﷺ ) فلما بلغت هذه الآية قال لي ضع يدك على رأسك فإن جبريل لما نزل بها قال لي ضع يدك على رأسك فإنها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت قال الذهبي هو باطل وأخرجه ابن السني في عمل يوم وليلة وابن مردويه عن أنس أن رسول الله ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon