"""""" صفحة رقم ٢١٧ """"""
الممتحنة :( ١٣ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم ( هم جميع طوائف الكفر وقيل اليهود خاصة وقيل المنافقون خاصة وقال الحسن اليهود والنصارى والأول أولى لأن جميع طوائف الكفر تتصف بأن الله سبحانه غضب عليها ) قد يئسوا من الآخرة ( من لابتداء الغاية أي أنهم لا يوقنون بالآخرة ألبتة بسبب كفرهم ) كما يئس الكفار من أصحاب القبور ( أي كيأسهم من بعث موتاهم لاعتقادهم عدم البعث وقيل كما يئس الكفار الذين قد ماتوا منهم من الآخرة لأنهم قد وقفوا على الحقيقة وعلموا أنه لا نصيب لهم في الآخرة فتكون من على الوجه الأول ابتدائية وعلى الثاني بيانية والأول أولى
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد أخرج البخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم أن رسول الله ( ﷺ ) لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية جاءه نساء مسلمات فأنزل الله ) يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ( حتى بلغ ) ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك وأخرجه أيضا من حديثهما بأطول من هذا وفيه كانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله ( ﷺ ) وهي عانق فجاء أهلها يسألون رسول الله ( ﷺ ) يرجعها إليهم حتى أنزل الله في المؤمنات ما أنزل وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله ( فامتحنوهن ) قال كان امتحانهن أن يشهدن أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فإذا علموا أن ذلك حقا منهن لم يرجعن إلى الكفار وأعطى بعلها في الكفار الذين عقد لهم رسول الله ( ﷺ ) صداقها الذي أصدقها وأحلهن للمؤمنين إذا آتوهن أجورهن وأخرج ابن مردويه عنه قال نزلت سورة الممتحنة بعد ذلك الصلح فكان من أسلم من نسائهم فسئلت ما أخرجك فإن كانت خرجت فرارا من زوجها ورغبة عنه ردت وإن كانت خرجت رغبة في الإسلام أمسكت ورد على زوجها مثل ما أنفق وأخرج ابن أبي أسامة والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكبير وابن مردويه بسند حسن كما قال السيوطي عن ابن عباس في قوله ) إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن ( قال كان إذا جاءت المرأة النبي ( ﷺ ) حلفها عمر بن الخطاب بالله ما خرجت رغبة بأرض عن أرض وبالله ما خرجت من بغض زوج وبالله ما خرجت التماس دنيا وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله وأخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أسلم عمر بن الخطاب وتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله ) ولا تمسكوا بعصم الكوافر ( وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري والترمذي وابن المنذر وابن مردويه عن عائشة أن رسول الله ( ﷺ ) كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية ) يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك ( إلى قوله ) غفور رحيم ( فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله ( ﷺ ) قد بايعتك كلاما والله ما مست يده يد امرأة قط من المبايعات ما بايعهن إلا بقوله قد بايعتك على ذلك وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أميمة بنت رقيقة قالت أتيت النبي ( ﷺ ) في نساء لنبايعه فأخذ علينا ما في القرآن أن لا نشرك بالله شيئا حتى بلغ ولا يعصينك في معروف فقال فيما استطعتن وأطقتن فقلنا الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا يا رسول الله ألا تصافحنا قال إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة وفي الباب أحاديث وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن عبادة بن الصامت قال كنا عند النبي ( ﷺ ) فقال بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا وقرأ آية النساء فمن وفى منكم فأجره على


الصفحة التالية
Icon