"""""" صفحة رقم ٢٢٣ """"""
أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الأخرة قيل هي في محل رفع أي ولكم خصلة أخرى وقيل في محل نصب أي ويعطيكم خصلة اخرى ثم بين سبحانه هذه الأخرى فقال ( نصر من الله وفتح قريب ) أي هي نصر من الله لكم وفتح قريب يفتحه عليكم وقيل نصر بدل من أخرى على تقدير كونها في محل رفع وقيل التقدير ولكم نصر وفتح قريب قال الكلبي يعني النصر على قريش وفتح مكة وقال عطاء يريد فتح فارس والروم ( وبشر المؤمنين ) معطوف على محذوف أي قل يا ايها الذين آمنوا وبشر أو على تؤمنون لأنه في معنى الأمر والمعنى وبشر يا محمد المؤمنين بالنصر والفتح أو بشرهم بالنصر في الدنيا والفتح وبالجنة في الآخرة أو وبشرهم بالجنة في الآخرة
الصف :( ١٤ ) يا أيها الذين.....
ثم حض سبحانه المؤمنين على نصرة دينه فقال ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) أي دوموا على ما أنتم عليه من نصر الدين قرأ أبن كثير وأبو عمرو ونافع أنصار الله بالتنوين وترك الإضافة وقرأ الباقون بالإضافة والرسم يحتمل القراءتين معا واختار أبو عبيدة قراءة الإضافة لقوله نحن أنصار الله بالإضافة ( كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله ) أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم عيسى ( من انصاري إلى الله ) فقالوا ( نحن أنصار الله ) والكاف في كما قال نعت مصدر محذوف تقديره كونوا كونا كما قال وقيل الكاف في محل نصب على إضمار الفعل وقيل هو كلام محمول على معناه دون لفظه والمعنى كونوا أنصار الله كما كان الحواريون أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى الله وقوله ( إلى الله ) قيل بمعنى مع أي من أنصاري مع الله وقيل التقدير من أنصاري فيما يقرب إلى الله وقيل التقدير من أنصاري متوجها إلى نصرة الله وقد تقدم الكلام على هذا في سورة آل عمران والحواريون هم أنصار المسيح وخلص أصحابي وأول من آمن به وقد تقدم بيانهم ( فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة ) أي آمنت طائفة بعيسى وكفرت به طائفة وذلك لأنهم لما اختلفوا بعد رفعه تفرقوا وتقاتلوا ) فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم ( أي قوينا المحقين منهم على المبطلين ( فأصبحوا ظاهرين ) أي عالبن غالبين غالبين وقيل المعنى فأيدنا الآن المسلمين على الفرقتين جميعا
الآثار الواردة في تفسير الآيات وسبب النزول
وقد اخرج أبن مردويه عن أبي هريرة قال قالوا لو كنا نعلم أي الأعمال أحب إلى الله فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ) فكرهوا فنزلت يا ايها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون إلى قوله بنيان موصوص واخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبن المنذر عن قتادة في قوله ( يا ايها الذين آمنوا كونوا أنصار الله ) قال قد كان ذلك بحمد الله جاءه سبعون رجلا فبايعوه عند العقبة وآووه ونصروه حتى أظهر الله دينه واخرج أبن إسحاق وأبن سعد عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قال رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم للنفر الذين لقوه بالعقبة أخرجوا إلى أثني عشر منكم يكونون كفلاء على قومهم كما كفلت الحواريون لعيسى أبن مريم وأخرج أبن سعد عن محمود بن لبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وإله وسلم للنقباء إنكم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى أبن مريم وأنا كفيل قومي قالوا نعم واخرج أبن المنذر عن ابن عباس ( فأيدنا الذين آمنوا قال فقوينا الذين آمنوا وأخرج أبن أبي حاتم عنه فأيدنا الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وإله وسلم وأمته على عدوهم فأصبحوا اليوم ظاهرين