"""""" صفحة رقم ٢٥ """"""
عنه في قوله ( ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه ) يقول لم نمكنكم واخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في الآية قال عاد مكنوا في الأرض أفضل مما مكنت فيه هذه الأمة وكانوا أشد قوة اكثر أموالا وأطول أعمارا سورة الأحقاف ٢٩ ٣٥
الأحقاف :( ٢٩ ) وإذ صرفنا إليك.....
لما بين سبحانه أن في الإنس من آمن وفيهم من كفر بين أيضا أن في الجن كذلك فقال ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن ) العامل في الظرف مقدر أي وادكر إذ صرفنا أي وجهنا إليك نفرا من الجن وبعثناهم إليك وقوله ( يستمعون القرآن ) في محل نصب صفة ثانية لنفرا أو حال لأن النكرة قد تخصصت بالصفة الأولى ( فلما حضروه ) أي حضروا القرآن عند تلاوته وقيل حضروا النبي ( ﷺ ) ويكون في الكلام التفات من الخطاب إلى الغيبة والأول أولى ( قالوا أنصتوا ) أي قال بعضهم لبعض اسكتوا أمروا بعضهم بعضا بذلك لأجل أن يسمعوا ( فلما قضى ) قرأ الجمهور قضى مبنينا للمفعول أي فرغ من تلاوته وقرأ حبيب بن عبيد الله بن الزبير ولاحق بن حميد وأبو مجلز على البناء للفاعل أي فرع النبي ( ﷺ ) من تلاوته والقراءة الأولى تؤيد أن الضمير في حضروه للقرآن والقراءة الثانية تؤيد أنه للنبي ( ﷺ ) ( ولوا إلى قومهم منذرين ) أي انصرفوا قاصدين إلى من وراءهم من قومهم منذرين لهم عن مخالفة القرآن فيحذرون لهم وانتصاب منذرين على الحال المقدره أي مقدرين الإنذار وهذا يدل على أنهم آمنوا بالنبي ( ﷺ ) وسيأتى في آخر البحث بيان ذلك
الأحقاف :( ٣٠ ) قالوا يا قومنا.....
( قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى ) يعنون القرآن وفي الكلام حذف والتقدير فوصلوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا قال عطاء كانوا يهودا فأسلموا ( مصدقا لما بين يديه ) أي لما قبله من الكتب المنزلة ( يهدى إلى الحق ) أي إلى الدين الحق ( وإلى طريق مستقيم ) أي إلى طريق الله القويم قال مقاتل لم يبعث الله نبيا إلى الجن والإنس قبل محمد صلى الله عليه


الصفحة التالية
Icon